بعد مواقف المملكة العربية السعودية المناهضة ضده وإتهامها له بالإرهاب، يسعى حزب الله إلى تحصين نفسه داخلياً وإنتخابياً، والكل مترقب لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم، وما ستحمله هذه الكلمة من هجوم على قرارات القمة العربية – الإسلامية إتجاه إيران، خصوصاً أن حزب الله هو أكثر المتضررين من تلك القرارات والإجراءات التي ستُبصر النور على الساحة السياسية والدولية؛ فما سيطال إيران ينعكس على حزب الله أيضاً، حتى ولو كان رئيس الجمهورية ميشال عون يدعمه ويدعم سلاحه في بعض المواقف، إلا أن السعودية لم ترحم لا الرئيس عون من قمتها، ولا الرئيس سعد الحريري الذي فشل في تقريب وجهات النظر بين الطرف السعودي والطرف العوني.
إقرأ أيضًا: جمهور حزب الله غاضب من باسيل... لو كنا نعلم !
ومن جانبٍ آخر، قد يكون حزب الله أكثر المستفيدين من توتر العلاقة بين المملكة العربية السعودية والرئيس سعد الحريري، خصوصاً أن محاولات الرئيس الحريري لإستمالة الرئيس عون والتّيار الوطني الحر بهدف مجاراة السعودية قد باءت بالفشل، عدا عن أن هناك تلميحات بتوتر العلاقة بين الرئيس الحريري والسعودية، وهذا ما سينعكس إيجاباً على حزب الله الذي يراهن على إمكانية التّوافق مع الرئيس الحريري.
وفي هذا السياق ساهمت مواقف الوزير جبران باسيل الأخيرة في ترميم العلاقة بينه وبين حليفه حزب الله، خصوصاً أن الوزير باسيل يحاول إعادة ثقة حزب الله عبر خطابه الداخلي.
أما إنتخابياً، ورغم التّقارب المستجدّ داخلياً بين تيار المستقبل والتّيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، يتخوف حزب الله من عودة التلميح بقانون الستين، لذا فمن المتوقع أن يضغط على رئيس الجمهورية أكثر من أي وقتٍ مضى للتغاضي عن الستين أو حتى التفكير في طرحه، لأن قانون الستين بالنسبة لحزب الله تحديداً قد يشكل خطراً بارزاً في ظل الضغوطات التي يتعرّض لها خارجياً.