وأفادت "الهيئة السورية للإعلام" المعارضة، بأن قوات التحالف الدولي "نفذت إنزالاً جوياً في منطقة الحمضية في محيط مدينة البوكمال التابعة لريف دير الزور الشرقي، ما أدى إلى مقتل ثمانية عناصر من داعش". ونقلت عن مصادر أن "عناصر داعش وضعوا بعد الإنزال متفجرات في عدد من الطرق وحفروا خنادق في المنطقة، لتحصين المدينة من عمليات إنزال مشابهة". وأفادت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن عناصر التنظيم "عززوا مواقعهم في دير الزور منذ شهرين"، مؤكدة أن "المئات من مسؤولي وإداريي داعش غادروا مدينة الرقة باتجاه منطقة الميادين، على بعد 50 كيلومتراً جنوب شرقي دير الزور"، مشيرة إلى أن "لجوء المتطرفين إلى هذه المنطقة لم يحم قياداتهم من استهداف قوات التحالف الدولي".
من جهته، أوضح مؤسس موقع "فرات بوست" أحمد الرمضان لـ"الشرق الأوسط"، أن "مروحيتين أميركيتين نفذتا عملية الإنزال الخاطفة في الحمضية، واشتبكت مع عناصر التنظيم"، لافتاً إلى أن «العملية أدت إلى مقتل ثمانية منهم»، كاشفاً أن "العمليات المماثلة التي تحصل في شرق دير الزور تستهدف قيادات وعناصر داعش الذين يفرّون من العراق".
ويواجه الناشطون في دير الزور، صعوبة كبيرة في تقصي المعلومات المرتبطة بعمليات الإنزال بسبب الإجراءات المشددة التي يفرضها عناصر "داعش" على الأرض. وأعلن "أبو محمد الرقاوي" عضو تجمع "الرقة تذبح بصمت" المناهض للتنظيم، أن "المعلومات لا تزال متضاربة حول الإنزال والنتائج التي ترتبت عنه". وقال لـ"الشرق الأوسط"، إن "رسائل كثيرة وردت إلى التجمّع، من أناس يقيمون في ريف دير الزور الشرقي، أكدوا أن الإنزال حصل فعلاً، وكان سريعاً وخاطفاً وكبّد التنظيم خسائر كبيرة"، مشيراً إلى مصادر في دير الزور "نفت علمها بحصول هكذا عملية. وعند حصول الإنزال يصبح من الصعب على الأهالي، وحتى الناشطين، التثبت من حقيقة كما حدث، لأن الطرفين سواء طائرات التحالف التي تراقب من الجوّ، أو تنظيم داعش الذي ينفّذ انتشاراً، يجعلان مهمة التحرّك على الأرض شبه مستحيلة".
في غضون ذلك، أطلق "جيش أحرار العشائر" التابع لـ"الجيش الحر" أمس معركة جديدة، أطلق عليها اسم "بركان البادية"، لـ"طرد المجموعات الإيرانية، وعموم المجموعات الأجنبية الأخرى، التي تقاتل إلى جانب قوات النظام في البادية السورية".
ونقل موقع "بلدي نيوز" الإخباري المعارض عن الصحافي فراس علاوي، تأكيده أن "جيش أحرار العشائر، مكون بمعظمه من أبناء القلمون الشرقي والرحيبة والضمير والمناطق الأخرى". وقال علاوي: "هناك تشكيلات أخرى تتبع للجيش الحر في منطقة البادية مثل مغاوير الثورة وجيش العشائر وأسود الشرقية بالإضافة إلى قوات أحمد العبدو جاهزة للمشاركة وهي تشغل جبهات أخرى في البادية السورية، وتبلي حسنا كما شهدنا مؤخرا بمواجهة قوات النظام في منطقة التنف".
على جبهة أخرى، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"أمس أن الريف الشرقي لحلب "شهد استمرار الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين وعناصر "حزب الله" من جانب، وتنظيم "داعش" من جانب آخر في استمرار للعملية العسكرية التي أطلقتها قوات النظام، حيث تمكنت قوات النظام مدعمة بغطاء من القصف المكثف منذ صباح اليوم (أمس) من تحقيق تقدم جديد متجهة إلى الجنوب من مناطق سيطرتها بريف حلب الشرقي".