فتحت النار أو فُتحت أبواب جهنم أو أن رصاص الخلافات إنتشرت هنا وهناك على وقع الإشتباك بين الستين والنسبي أو ما روّج له المروجون النيابيون من قانون يجمع بين الجميع فيوافق مصالح السلطة بحيث يأخذ كل زعيم ما يناسب طائفته ما بين النسبي والمختلط .
نصح الرئيس نبيه بري من يطلق الرصاص الطائش ترك رشاش لسانه حتى لا يصيبه سهم من البصاق لعدم معرفته في إستخدام السلاح وتعلم الرماية الهادفة ليحفظ حدود لبنان فقط وحتى لا يستخدم كل أشكال السلاح في المعارك الداخلية المفتوحة على التعاون والتشارك لا على الإستئثار و إعادة لبنان الى المربع الأول.
إقرأ أيضا : العونيون يتمنون رؤية بري رئيسا سابقا ولو لساعة !
تبدو محاولات مواجهة الرئيس بري مستمرة من قبل الثنائية المارونية الساعية إلى إستعادة تاريخ فيه غيث كثير متكئة في ذلك على وضعية داخلية جديدة في منظومة السلطة وعلى تحالفات جانبية يُبتز فيها حزب الله الذي كرّس مسيحية السلطة على حساب سُنيتها من خلال إرساء توازنات جديدة منحت المسيحية السياسية فرصة الإستبداد في الرأي تحصيلاً لحصّة خالصة يُضغط من خلالها على المسار السياسي برمته للتعديل فيه وفق رغبة مارونية محكومة بسقفيّ التيّار والقوّات .
إقرأ أيضا : بري ينعى قانون باسيل التأهيلي ويقدم مشروع مزدوج
يقف الرئيس نبيه بري اليوم وحيداً في مواجهة التفريط في لبنان كدولة لا ككيان طوائف كما يريده اللاعبون به ولا ينتظر من أحد مدّ يد العون طالما أنهم أقرّوا على أنفسهم الإلتزام بمواقف ألزموا أنفسهم به نتيجة لإعتبارات مزاجية وحسابات سياسية غير مقروءة جيداً وقد تبيّن وهن ما فيها من خلال منازعة الرئيس نبيه بري في فهمه لطبيعة الإستحقاقات القانونية والدستورية والتي تحتاج الى بذل العقل لا العاطفة الخطابية .
بين صمت حزب الله ومرونة الرئيس سعد الحريري مع القوّات والتيار الوطني تستعد حركة أمل لكل الإحتمالات وتسهم الوحشة في هذا الطريق الى دفع قوتها الكابية بعد خمول طالها نتيجة كسب السلطة وربح المعركة الداخلية منذ 6 شباط وبات إنتزاع ما حصلته وصانته حركة أمل على المستوى الوطني مهدداً بظل العمل على قانون إنتخابي يفضي الى مجلس نيابي طائفي لا في التمثيل فقط بل في التشريع وهذا ما سيضع لبنان في آتون أزمة غير معروفة النتائج والعواقب .
ثمّة من يعمل على إمتصاص المرحلة السياسية الحسّاسة والتي جعلت من المسيحيين أحزاباً مدللة لإيران والسعودية وثمّة سباق حقيقي وكبير بين الدولتين لإسترضاء المسيحية السياسية وهذا ما يعطي المتزعمين المسيحيين فرص ثمينة لتغذية رجعة لبنان الى صيغته الأولى وفي هذا خطورة في إستحضار تجربة نازفة هدّت من لبنان وهددت من بقائه خاصة وأن هناك دعوات لإعادة رسم المنطقة وفق هويات جديدة لا تخدم الهوية المسيحية بشيء على الإطلاق .
إقرأ أيضا : مشكل بين بعبدا وعين التينة
ما يجري في لبنان من إختلاف جذري حول قانون جديد للإنتخابات النيابية ليس بسيطاً ولا هو يعكس مصالح ضيقة خاصة بالقدر الذي يعكس فيه هواجس ما يجري في المنطقة من حروب صدّعت من الوحدة الوطنية والقومية والدينية لذا يُدرك الرئيس نبيه بري مخاطر الدعوات المطروحة لقوانين تنسجم مع مبتغى التصدع للبنية الإجتماعية والسياسية في حين أن هناك من لا يفقه القراءة السياسية ويتعاطى مع الإستحقاق النيابي من باب التبصير السياسي لا البصيرة السياسية وهم من طوائف ومذاهب و أحزاب مختلفة ومع ذلك يبقى الرئيس بري وحده في كفة والآخرون في نص كفة لذا ستُرجح كفته لأنها في هذا الخصوص كفة وطنية متصلة بمصير البلاد وبمصالح العباد .