الثائرون في جزيرة البحرين اليوم هم من الشيعة الإثني عشرية، وهم الآن يثورون ضد النظام الحاكم هناك كي يسقطوه، وهذا التّوجه من قبل شعب لا يزيد عن خمسمائة ألف نسمة في دولة لا تزيد عن سبعمائة كلم، وهي دولة مُحاطة بدولٍ لم ولن تسمح بسقوط ذلك النظام ولو أغرقوا كل البحرينين في البحر، هو توجّه خاطئ بكل المعايير ولا سيما تعاليم الأئمة (ع) نهوا شيعتهم عن الدخول في هكذا مواجهات في ظل هذه الحيثيات التي يعيشها البحرينيون من حيث العدد والمساحة الجغرافية والظروف المحيطة بهم من قبل من معهم ومن ضدهم.
في أواخر التسعينات جرت مصالحة بين شيعة البحرين والنظام البحريني وعاد المنفيون إلى بلادهم، إلا أنهم عادوا وتحركوا مع اندلاع ما سُمِّيَ بالربيع العربي، فجرى ما جرى واعتقل العلماء وسقط الكثير من الضحايا في المواجهات.
إقرأ أيضًا: الإيرانيون ينتصرون لكرامتهم ضد الشاهنشاهية الجديدة !!
لن يصل البحرينيون إلى شيء في حراكهم هذا، ولن يحصلوا إلا على مزيد من القتل والخراب في ظل المعادلات الإقليمية والدولية القائمة اليوم، ومن الحكمة أن يُعلن زعماء شيعة البحرين عن إنهاء كل هذه الفوضى العبثية ويُصالحوا النظام البحريني على أساس حفظ دمهم وكرامتهم بعيدًا عن شرط المشاركة الواسعة في السلطة، لأن هذا لن يتحقق حالياً مهما فعلوا.
والسؤال الذي يحزن القلب هو: أين الزعماء والوجهاء من الشيعة العرب خارج البحرين، ولماذا لا يقومون بدور المصلح بين شيعة البحرين والنظام، ولماذا نأوا بأنفسهم وتركوا الأمر للقيادات الإيرانية التي صالحت أمريكا من أجل مصالح الشعب الإيراني رغم أن إيران دولة كبيرة وخصمها خارج حدودها، ولكنها تُعَيِّب على البحرينيين التصالح مع النظام الذي يحكمهم وتعمل على منع أي زعامة شيعية عربية من القيام بهذا الدور وتحتكره لنفسها كوصية على الشيعة العرب؟!!
إقرأ أيضًا: فضائيات تابعة لإيران تُعلِن ظهور المهدي (ع) في مكة
أيها البحرينيون، لا تتوقعوا نصرة من أحد من الخارج مطلقاً، وعودوا إلى رشدكم قبل حلول التّلف، ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، فلوا قال ما يقوله علماؤكم في البحرين في إيران ضد النظام هناك أو في لبنان الذي يتباهى بعض الشيعة واهمين أن لهم اليد العليا فيه لعومل هؤلاء العلماء بأسوأ مما يُعاملهم به النظام البحريني !!
اهدؤوا وأحسنوا الفِعَال، إن الله يحب المحسنين.