في مقاله، أكّد فيسك أنّ ترامب يحاول التقيّد بما كُتب له من تصريحات، فلم يذكر خلال زيارته الرياض أنّ أغلبية المتورطين بهجوم 11 أيلول سعوديون، ولم يتحدّث في تل أبيب عن احتلال إسرائيل الضفة الغربية ومواصلة سرقة الأراضي من العرب.
وعليه، زعم فيسك أنّ السعودية وغيرها من الدول السنية والرئيس الأميركي "المخبول" ورئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني اتفقوا على هوية البلد العدو الذي يشكّل مصدر وحي للإرهاب العالمي، ويقف وراء انعدام الاستقرار في الشرق الأوسط والذي يمثل أكبر تهديد للسلام العالمي، إنّه إيران.
في هذا السياق، تطرّق الكاتب إلى تصريحات ترامب التي أطلقها بعد مرور دقائق على هبوط طائرته في مطار تل أبيب والتي عبّر فيها عن كراهيته لإيران وإرهابها ومخططاتها ورغبتها الثابتة في صناعة القنبلة النووية، مستدركاً بأنّه لكان أقدم على تهنئة الرئيس الإيراني بإعادة انتخابه وبوعده الالتزام بالاتفاق النووي وطالب بإنهاء الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي وأكّد للحكام والأمراء العرب أنّ الطريقة الوحيدة التي يمكنهم عبرها التخلّص من "الإرهاب" كما الولايات المتحدة تقضي بمعاملة شعوبهم بكرامة وحماية حقوق الإنسان، لولا التزامه بما أملي عليه.
في المقابل، لفت فيسك إلى أنّ ترامب خرج عن النص أثناء جلوسه إلى جانب بنيامين نتنياهو، فوصف الاتفاق النووي بغير المعقول وبالأمر المروّع، مفترضاً أنه اعتقد بقوله "أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار وإحلال السلام للمنطقة وسكانها، من خلال هزيمة الإرهاب وخلق مستقبل انسجام وازدهار وسلام" أنّ رغبة العالم العربي في تدمير إيران وحلفائها مفتاح السلام بين العرب والإسرائيليين.
وعلى الرغم من تساؤل فيسك عما إذا سيتقبّل ترامب الاحتلال اليهودي وسرقة الأراضي والرئيس الفلسطيني عندما يلتقيه اليوم، توقّع لخطابه في متحف إسرائيل أن يكون استثنائياً إذا ابتعد عن التصريحات التي صيغت له، مؤكداً أنه يصعب التكهن بمحتوى ما سيدلي به.
في هذا الصدد، ختم الكاتب مرجحاً أن يتحدّث ترامب عن موقف إيران من العرب السنة وعن الحاجة إلى تطبيع العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل وحاجة الفلسطينيين إلى وضع حد لـ"الإرهاب" في وجه محتليهم- على أن يتجنّب استخدام هذه الكلمة- وحب الولايات المتحدة الأبدي واللامتناهي لإسرائيل سواء أكانت محقة أم مخطئة.
( "لبنان 24" - The Independent)