أدت قمة الرياض التي عقدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وزعماء الدول الخليجية العربية والإسلامية الأحد الماضي، إلى قلقٍ وتشنجاتٍ في الأوساط السياسية الإيرانية، خصوصاً أن القمة نددت بدور إيران وحلفائها في المنطقة، ما أدى إلى تهديد مستقبل المشهد الدولي فيما يخص البرنامج النووي.
والتصريحات المتشنجة للرئيس الإيراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف على قمة الرياض ليست سوى دليل على ذلك القلق السائد.
إقرأ أيضاً: الإنتخابات الإيرانية: حزب الله الخاسر الأكبر
ويرى المراقبون "أن قمة الرياض عزلت إيران عن محيطها المباشر خصوصاً أن ترامب أصر على عزل إيران ليس فقط عن قمة أميركية عربية إسلامية بل عن العالم ككل".
هذا وكان ترامب قد اتهم إيران بتمويل وتسليح وتدريب الإرهابيين والميليشيات والجماعات المتطرفة، وإفتعال النزاعات الطائفية والإرهابية في لبنان والعراق واليمن.
وما كان لافتاً في القمة أن ترامب طالب الدول الإسلامية بضرب الإرهاب دون الإعتماد على القوة الأميركية، وهذا ما فسره البعض "أن ترامب يُطلق العنان لدينامية جديدة لدى هذه البلدان كانت مفقودة بسبب رفض واشنطن لهذا التحرك".
وكانت المملكة العربية السعودية قد أكدت على سعيها للقضاء على كل التنظيمات الإرهابية، حيث اعتبر العاهل السعودي أن النظام الإيراني "رأس حربة الإرهاب العالمي".
ويلفت مراقبون دوليون إلى "أن المزاج الدولي قد تغير حيال الحالة الإيرانية، وإيران لا تملك أي فرصة لمهادنة المجتمعين الدولي والإقليمي، حتى بعد إعادة إنتخاب حسن روحاني رئيساً بإختيار الشعب، إلا أن واشنطن لم ترَ أي جديد في هذا الإستحقاق الداخلي الإيراني، واعتبرت أنه على روحاني تفكيك شبكات الإرهاب الإيرانية في العالم".
إقرأ أيضاً: من إنتخاب روحاني إلى زيارة ترامب
وبدوره وصف الرئيس روحاني قمة الرياض "بالإستعراض"، مهدداً دول المنطقة بأن الإستقرار في الشرق الأوسط مستحيل دون مساعدة إيران.
وفي المقابل، يكشف مراقبون إيرانيون "أن القيادة الإيرانية تخوفت من نجاح قمة الرياض لجهة حصول السعودية على دعم أميركي عربي إسلامي يدعم رؤيتها في مقاربة السلوك الإيراني، بحيث كان واضحاً تطابق وجهات النظر بين واشنطن والرياض في هذه المسألة داخل بيئة عربية وإسلامية تمثلت في حضور زعماء وقيادات من أكثر من 55 دولة عربية وإسلامية".