دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى "استغلال الوضع الراهن" في منطقة الشرق الأوسط، قائلاً إنه "يمكن أن تحدث أمور مستحيلة". وجدّد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين، إصراره على التوصل إلى "اتفاق"بين الإسرائيليين والفلسطينيين، رغم أنه "الأصعب في العالم"، وفق تعبيره.
وأكد ترامب عزم واشنطن على منع ايران من امتلاك السلاح النووي، وقال "يمكن للولايات المتحدة واسرائيل أن تعلنا بصوت واحد أنه لا يجب السماح لايران أبداً بحيازة سلاح نووي، أبداً"، وأضاف أن على ايران "أن توقف تمويل القتل وتدريب وتجهيز الإرهابيين والميليشيات".
من جهته، قال نتنياهو إن "المخاطر المشتركة جعلت من أعداء الماضي شركاء"، مضيفاً "إننا ندافع عن المواقع المسيحية والإسلامية وملتزمون بحرية المعتقدات لجميع الأديان".
وسبق المؤتمر الصحافي اجتماع بين نتنياهو وترامب، استمرّ لمدة 45 دقيقة في مقر إقامة الأخير في فندق الملك داوود. وقال ترامب في بداية حديثه لنتنياهو "فقط لتعلموا، لم أنطق بكلمة إسرائيل في محادثاتي مع وزير الخارجية الروسي"، وذلك في إشارة إلى قضية كشفه معلومات سرية مصدرها اسرائيل أمام وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف. ليردّ نتنياهو "فقط لتعلموا، التعاون الاستخباراتي بيننا ممتاز".
وأضاف ترامب "صدقني، ايران لن تحصل على سلاح نووي أبداً، اعدك بذلك"، مضيفاً أن "الإدارة الأميركية السابقة منحت ايران اتفاقية غير عادية، مانحة إياها حبل نجاة، وها نحن اليوم نرى ايران تنتشر في المنطقة".
وكان الرئيس الأميركي قد بدأ جولته في إسرائيل والأراضي المحتلة، الاثنين، حيث استقبله في مطار بن غوريون في تل أبيب، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وقيادات اسرائيلية، وسط خلافات بين الوزراء على الحضور إلى المطار لاستقبال الرئيس الأميركي.
ولدى وصوله، قال ترامب في كلمة مقتضبة من أرض المطار، إن لدى إدارته "أسباباً جديدة" تدعو إلى الأمل بإحلال السلام في المنطقة. وأضاف "أمامنا فرصة نادرة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام لهذه المنطقة ولشعوبها وهزيمة الإرهاب وبناء مستقبل يسوده الانسجام والرخاء والسلام لكن لا يمكن أن يتحقق ذلك سوى بالعمل معاً. ما من سبيل آخر".
وخلال لقائه مع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين في القدس، قال ترامب إن "ما حدث مع إيران قرب كثيراً من أجزاء الشرق الأوسط من إسرائيل"، وطالب ايران بوقف "تمويلها وتدريبها وتجهيزها للإرهابيين والميليشيات".
وفي المحطة الثانية من أولى جولاته الخارجية كرئيس، إجتمع ترامب مع نتنياهو، على أن يزور بيت لحم الثلاثاء للقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميريكية ريكس تيلرسون أن ترامب "مستعد للانخراط شخصياً" في جهود استئناف المفاوضات بين الفلسطنييين والإسرائيليين. وأوضح الوزير في تصريحات على متن الطائرة الرئاسية التي أقلّت ترامب وأفراد عائلته من الرياض إلى تل أبيب، أنه من المتوقع أن يُعقد لقاء ثلاثي أميركي-اسرائيلي-فلسطيني في "وقت لاحق"، وليس خلال زيارة ترامب الحالية إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
وزار الرئيس الأميركي وعائلته حائط البراق وتجوّل في شوارع القدس القديمة، ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يزور هذا المكان المقدس بالنسبة لليهود، الذي يقع أسفل باحة الأقصى.
وتوجه ترامب إلى الموقع من دون أن يرافقه أي مسؤول اسرائيلي، وهذه المسألة أثارت جدلاً كبيراً خلال الأيام الماضية، وصلت حد قول بعض الوزراء الإسرائيليين إنهم سيرافقون ترامب إلى "حائط المبكى" شاء أم أبى، وذلك بعد تصريحات لمسؤول أميركي أثناء التحضير للزيارة، قال فيها إن ترامب سيزور الحائط الواقع في الضفة الغربية ولن يرافقه أي مسؤول إسرائيلي، الأمر الذي أثار احتجاج السلطات الإسرائيلية مؤكدة على أن الحائط يقع في إسرائيل.