تُظهر نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران والتي رافقتها انتخابات المجالس البلدية بأن التيار المحافظ وصل إلى نهاية الطريق وتبين بأن هذا التيار يلفظ أنفاسه الأخيرة بعدما لم يتمكن من إجتذاب أغلبية الشعب، رغم إستخدامه جميع الذخائر الدينية المتوفرة لديه وإستهلاكه الرموز المقدسة لتعبئة الرأي العام ضد الرئيس المعتدل حسن روحاني.
خسر التيار المحافظ جميع مقاعد مجلس البلدية في المدن الإيرانية الكبرى من بينها العاصمة طهران وأصفهان وتبريز وشيراز ومشهد وأغلبية المدن الإيرانية الأخرى وتمكنت لوائح الإصلاحيين من الفوز في تلك المدن وأهمها مدينة طهران، التي إحتلت لائحة الإصلاحيين فيها جميع المقاعد 21 لمجسلها البلدي.
إقرأ أيضا : رسالة مفتوحة إلى سعادة سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السيد محمد فتح علي المحترم ..
وهكذا خسر المرشح الرئاسي المحافظ محمد باقر قاليباف رئاسة بلدية طهران بعد ما خسر الرئاسة قبل الإنتخابات بتنحيه لصالح إبراهيم رئيسي.
وكان لافتا تصدر محسن نجل هاشمي رفسنجاني لائحة الفائزين في إنتخابات المجلس البلدي بمدينة طهران وحصوله على أكثر من مليونين و500 ألف صوت ما يعني بأن العاصمة الإيرانية صوتها إصلاحي بإمتياز، ويتبين ذلك عبر مقارنة أصوات محسن رفسنجاني مع أصوات مهدي شمران المتصدر في لائحة المحافظين الذي حصل على 970 ألف صوت.
إقرأ أيضا : الإنتخابات الإيرانية: حزب الله الخاسر الأكبر
ويقال بأن أصوات الرئيس روحاني في الإنتخابات الرئاسية تجاوزت 26 مليونا إلا أن مجلس صيانة الدستور تدخل وألغى مليونين من أصواته حتى يقرب المسافة بينه وبين منافسه إبراهيم رئيسي.
وإمتنع رئيسي من القبول بنتائج الانتخابات حتى اللحظة ويعتقد بأن حكومة روحاني زوّرت نتائج الإنتخابات، بينما جميع إستطلاعات الرأي كانت تشير إلى تفوق روحاني على رئيسي.
وأرسل المرشح الخاسر رئيسي مجموعة من الوثائق التي يعتبرها أدلة على التزوير في نتائج الإنتخابات إلى مجلس صيانة الدستور الذي يسيطر عليه المحافظون ولكن يبدو أن المسافة التي تتشكل من 8 مليون ناخبا لا يمكن ملؤها عبر تلك الوثائق التي لا تصمد أمام الحقيقة، حيث أن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هو أن الحرس و قوات التعبئة التابعة لها تدخلا بشكل واسع لإقصاء الرئيس روحاني من ولاية ثانية، في مخالفة واضحة للقانون.
إقرأ أيضا : الشعب الإيراني رفض مرشح الموت لأميركا
بعد مضي ثلاثة أيام من الإعلان عن نتائج الإنتخابات الرئاسية يبدو أن الخيبة والصدمة تخيمان على المعسكر المحافظ الذي كان متيقنا من الفوز في الإنتخابات وما كان يحتمل تلك النكسة الكبرى.
دفع الله عن الشعب الإيراني صعود جماعة أقل ما يمكن القول عنها هو أنها دواعش الشيعة.