إذا كان القادة العرب تفادوا مهاجمة ايران وحزب الله في ختام القمة التي عقدت في آذار الماضي، فإن القمة الاسلامية العربية التي استضافتها الرياض، بمشاركة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كانت كفيلة بتسديد ضربة قوية لطهران والدائرين في فلكها، بلغت حد اتهام ايران بتمويل الارهاب العالمي. وإذا كان "إعلان الرياض" متناغما مع العزم الذي أبداه ترامب على الوقوف في وجه ايران وتمدد نفوذها، فإن العين المحلية تبقى على انعكاساته على لبنان، في ضوء التحالفات السياسية الجديدة، خصوصا أن الوزير جبران باسيل سارع إلى الاعلان أن الوفد اللبناني "لم يكن على علم" بمضمون البيان.
عضو كتلة الكتائب النائب ايلي ماروني اعتبر عبر "المركزية" أن "ما جرى في الرياض أقل مما كان متوقعا، وبيانات التنصل على طريقة "لم نكن على علم" لا تنطلي على أحد. ذلك أن قمة بهذا الحجم تشارك فيها 55 دولة، إلى جانب الرئيس الأميركي الذي وقع صفقات بمليارات الدولارات ، ليست مجرد نزهة، في وقت ضرب الارهاب العالمين العربي والغربي، ما يعني أن من الضروري قيام تكتل لمحاربة الارهاب".
وفي رد على تغريدة الوزير باسيل التي أعلن فيها أن لبنان لم يكن على علم بالبيان، علما أن المشاركين لم يستمعوا إلى الكلمة اللبنانية في القمة، تساءل ماروني: "ماذا كانوا يتوقعون من قمة كتلك التي استضافتها الرياض، علما أن حزب الله لبناني له نواب ووزراء يشاركون في الحكومة ومجلس النواب، ونرفض اتهامه بالارهاب، فيما نختلف معه على السلاح خارج الشرعية، وقيام الدويلة داخل الدولة"، مشيرا إلى "أننا لا نزال ننتظر انطلاق عهد الرئيس ميشال عون".
وفي ما يخص احتمالات انعكاس القمة بنتائجها على لبنان، لا سيما لجهة تشدد محتمل من جانب حزب الله في ملف قانون الانتخاب الموعود، تمنى "أن يسرّع ما جرى إقرار قانون الانتخاب، علهم يعون أن في غمرة موجة التغيرات الاقليمية والدولية، لن يهتم أحد لأمر لبنان بدليل أن كلمة لبنان المقررة في القمة ألغيت من جدول الأعمال، وتاليا، نقف اليوم أمام عشرين يوما من المسؤولية التاريخية الفاصلة، ذلك أن الدخول في الفراغ يعني قتل المؤسسات، وقفزا في المجهول لأنه سيؤدي إلى سقوط الرئاسة والحكومة، ولنتطلع إلى ما يريده المواطن، لا إلى ما يريده بعض من يتقاسمون قانون الانتخاب".