المتابع لردات الفعل وحجم الصدمة التي أبداها معسكر الممانعة على قمة الرياض الإسلامية الأميركية وما تم خلالها من عقود تسلح لمصلحة المملكة السعودية، يدرك سريعًا حجم الخيال الهائل وحالة السكر التي كان يسبح فيها هذا المعسكر.
فالمشروع الأميركي المهزوم بالمنطقة والذي جر أذيال الخيبة وراءه من العراق والإقليم، تبين سريعًا أن كل تلك الهزائم والخيبات غير موجودة الا على شاشة المنار والميادين ليس الا، وها هي الولايات المتحدة الأميركية حين قررت بأن تعود لقيادة العالم، زحف نحوها الشرق والغرب صاغرًا.
إقرأ أيضًا: الشعب الايراني ينتخب ضد الامام المهدي ؟
والسعودية، المفلسة والمنهارة وكل خبريات الخلافات العائلة الحاكمة فيها، تبين أنها ما هي الا حكايات غير موجودة الا عند مقدمي برامج المنار والميادين والإخبارية السورية ومخيالهم! وأميركا التي تتوسل الإنضمام إلى محور مقاتلة الإرهاب تحت راية بشار الأسد تبين " فجأة " أنها لا تزال حليفة السعودية والخليج!
كل هذه الفقاعة من الأوهام المبنية على الأكاذيب والمخادعة، إنكشفت بلحظة الحقيقة عند توقيع اتفاقات بقيمة 400 مليار دولار بين أميركا والسعودية، هذه الصفقة الحرام على المملكة والتي حاولت إيران جاهدة من قبل أن تعقد بما يوازيها أو اكثر بمجرد التوقيع على الإتفاق النووي حين تحول الشيخ روحاني إلى ابن بطوطة برحالته إلى كل من أميركا وفرنسا وإيطاليا والمانيا، يومها لم تكن الصفقات والأرقام الهائلة عملية تشليح من الغرب لثرواتنا وأموالنا كما هي الحال مع السعودية.
إقرأ أيضًا: لو ترشح محمد رعد بإيران لرجمه الشعب!
هذا وبغض النظر أن قيمة الصفقات تساوي فقط 8% من الموازنة العامة للمملكة، فيما النسبة التي تخصصها إيران على التسلح تبلغ 25% مع الفارق بين نسبة الفقر الموجودة في البلدين.
لا شك أن ما بعد زيارة ترامب إلى المنطقة هو حتمًا غير ما قبل الزيارة، والنظام الإيراني يدرك ذلك جيدًا، وهو يستعد للمرحلة القادمة من خلال إنتخاب الرئيس التفاوضي حسن روحاني، وإرسال الرسائل الإنفتاحية على العالم، ليبقى السؤال الذي يؤرق المنطقة هو كيف ستتعامل إيران مع هذا التحول على مستوى المنطقة.
قيل قديمًا أن هذا الشرق كان هو الآخر سكرانًا ونائمًا بسبات كبير ولم يستيقظ إلا على اصوات مدافع نابليون، فهل يستمر حزب الله بسكرته ولا يستفيق الا على أصوات التوماهوك ؟؟؟ أعتقد ذلك.