كان لافتاً موقف وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بعد عودته من القمة الأميركية العربية التي عُقدت في الرياض، حيث أعلن أن موقف لبنان معروف بتمسكه بالبيان والوزاري وخطاب القسم، على رغم سخرية النائب سليمان فرنجيه الذي وصف باسيل بـ"شاهد ما شافش حاجة".
كُثر ربطوا موقف باسيل، حصراً بموقف القمة العربية الإسلامية – الأميركية من "حزب الله"، الأمر الذي قد يخلق شرخاً داخل كبيراً داخل لبنان، فما هو موقف "حزب الله" من كلام باسيل.
يتحدث مصدر مطلع أن الحزب ليس راضياً عن المشاركة في القمة والعربية وكان يأمل أن يتم إستغلال عدم دعوة رئيس الجمهورية بإعتباره رأس الدولة لعدم المشاركة، لكنه في الوقت نفسه بات راضياً بعد تغريدة باسيل أو أقله حصل على ما لم يكن يتوقع أكثر منه.
يقول المصدر أنه وبالنظر إلى أن باسيل بإعتباره رئيساً لـ"التيار الوطني الحرّ" أعلن موقفاً يؤكد إستمراره هو وتياره في التحالف مع "حزب الله" في القضايا الكبرى والإستراتجية والوطنية، على رغم كل الخلافات الحالية على قانون الإنتخاب، الأمر الذي تقاطع مع مقدمة تلفزيون "الـ"او تي في" التي يكتبها عادة مستشار رئيس الجمهورية الإعلامي جان عزيز، والتي ذكّرت بأيام الصراع الحقيقي بين "التيار" والسعودية.
ويضيف: "كذلك إستطاع باسيل، بوصفه رئيس التيار وحليف الحزب وفي الوقت نفسه متناغما مع الرئيس سعد الحريري، أن يجعل من صحيفة "المستقبل" تتبنى تغريدة باسيل وتنشرها في الصفحة الأولى، كما أن الحريري صرّح قبل مغادرته إلى الرياض بأنه لن يقبل بأن تُمسّ الوحدة الوطنية".
وتعتبر المصادر أن باسيل بوصفه وزيراً للخارجية ليس مطلوباً منه أن يخوض حرباً بإسم لبنان ضدّ أحد، من هنا فإن موقفه من بيان القمة المتماهي مع خطاب القسم والبيان الوزاري مع ما يتضمناه من مواقف مؤيدة للمقاومة، كافية.
لكن كيف سيكون موقف "حزب الله" العلني والرسمي من حديث باسيل ومن القمة بشكل عام؟ ربما يجب إنتظار كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله الذي سيتحدث الخميس المقبل في مناسبة عيد "المقاومة والتحرير" خلال مهرجان يقيمه الحزب في مدينة الهرمل البقاعية؟ وهل ينعكس رضى "حزب الله" المفترض، تنازلاً جزئياً لصالح طروحات باسيل الإنتخابية وخاصة بمسألة الصوت التفضيلي العالقة قبل السير بالنسبية الكاملة؟
علي منتش