وصلت قوات عسكرية تابعة للجيش السوادني المشارك ضمن التحالف العربي بقيادة السعودية، السبت، إلى محافظة شبوة جنوب شرق اليمن.
وبدأت القوات السودانية في الانتشار لتأمين منشأة وميناء بلحاف النفطي، بعد مغادرتها لميناء المكلا الاستراتيجي.
وأفادت مصادر محلية بأن مئات من الجنود السودانيين وصلوا أمس الجمعة، إلى ميناء المكلا، عاصمة محافظة حضرموت (شرقا) على متن سفينة عسكرية، معززين بآليات ومدرعات عسكرية تم إنزالها في الميناء.
وأضافت المصادر لـ"عربي21" أن القوة السودانية المؤلفة من 800 جندي وضابط، غادرت ميناء المكلا إلى محافظة شبوة مع عتادها العسكري، وتمركزت في محيط ميناء بلحاف النفطي، بهدف حمايته في ظل حالة التأزم التي تشهدها مدن الجنوب على خلفية إعلان "مجلس الحكم الانتقالي".
ويواصل الجيش السوداني مشاركته ضمن التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ 26 آذار/ مارس 2015، حيث وصلت أولى دفعاته القتالية في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، وتركزت مهامها في تدريب القوات الحكومية وتأمين بعض المرافق المهمة في مدينة عدن التي تتخذ منها الحكومة اليمنية الشرعية مقرا لها.
وأشارت المصادر اليمنية إلى أن الحكومة الشرعية طلبت نشر قوات عسكرية سودانية لتأمين ميناء بلحاف النفطي الواقع إداريا في مديرية رضوم التي تحتضن مشاريع حيوية مهمة، خصوصا في قطاعي النفط والغاز.
ويتزامن الأمر مع حالة التوتر الشديدة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي ودولة الإمارات التي تسعى لهيمنة وكلائها المحليين على منابع النفط في محافظتي شبوة وحضرموت، على غرار "الهلال النفطي" في ليبيا.
وأوضحت المصادر أن وصول القوات السودانية وانتشارها السريع حول ميناء بلحاف، جاء عقب الدعوات التي أطلقها محافظ حضرموت، اللواء أحمد بن بريك، المتواجد حاليا في العاصمة الإماراتية، لأجل "إيقاف ضخ النفط"، واتهامه الحكومة بالتحكم بإيرادات النفط، ومنع المحافظة من الحصول على حصتها.
ويعد ميناء بلحاف النفطي، من الموانئ الرئيسة لتصدير النفط في اليمن، ويستخدم لتصدير نفط محافظة شبوة الخفيف، وتم تصدير أول شحنة نفط منه في عام 2009، ويقع في منطقة "بلحاف"، حيث توجد أكبر منشأة يمنية مخصصة لتصدير الغاز المسال عبر الأنبوب الرئيس الممتد من محافظة مأرب وحتى ساحل بحر العرب.
ولفتت المصادر إلى أن انتشار القوات السودانية في منطقة بلحاف النفطية، تم بعد قيام قوات النخبة الحضرمية المدعومة من الإمارات بالتحرك نحو وادي حضرموت، حيث حقول النفط، وبدأت بنصب حاجز عسكري في منطقة دوعن القريبة من مسرح عمليات قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للرئيس هادي.
وأكدت المصادر ذاتها أن تكليف القوات السودانية بمهام تأمين الميناء الاستراتيجي بدلا التشكيلات العسكرية التي دربها الإماراتيون العام الماضي تحت مسمى "النخبة الشبوانية" يجسد عمق هوة الخلافات بين الحكومة اليمنية وحكومة أبوظبي، كما يؤكد انزعاج السعودية من تحركات الأخيرة الداعمة لدعوات الانفصال عن الشمال، وكان آخرها "تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي" في 11 من الشهر الجاري.
وقالت إن الدفع بالقوة السودانية إلى هذه المنطقة النفطية، جاء بعد أيام من خروج مظاهرات مؤيدة "للمجلس الجنوبي" والتي قادها محافظ شبوة، أحمد لملس، أحد الوجوه الداعمة لهذا الكيان.