بانتهاء الإنتخابات الإيرانية التي جاءت مجدداً بالشيخ حسن روحاني رئيساً لإيران, يكون الشعب الإيراني "بأغلبيته الساحقة" قد اختار طريق الفطرة البشرية السليمة التي تدعوا إلى الحفاظ على كرامة الفرد والمجتمع والعمل على حياة كريمة له, واختار طريق العقل القويم على طريق الخرافات التي يبثُّها ما يُسمى بالمحافظين الذين أهدروا كل حقوق الشعب الإيراني وحوَّلوا ما لا يقل عن ثلثه إلى شعب يعيش "تحت خط الفقر" ولم يحافظوا إلا على أصنامهم وكياناتهم وثرواتهم على حساب هذا الشعب الذي يئن تحت ضرباتٍ من الخارج بسبب عقليات رجعية يعتمدها بعض الداخل من المحافظين على زعاماتهم وخرافاتهم الغيبية !!
رغم منع أحمدي نجاد من الترشح كي لا يشق صفوف المحافظين الخرافيين, مع أنه لا يقل خرافية عنهم, ورغم إشارات كبيرة من الحاكم الإيراني السيد علي خامنئي ضد الإصلاحيين وضد الشيخ روحاني واتهامه لحكومته بالفشل كإشارة للشعب أن الخامنئي لا يريد روحاني رئيساً من جديد, إلا أن أغلبية الشعب الإيراني ضربوا بعرض الحائط كل هذه الممارسات وهذه الإشارات الإستعلائية الواهمة, وانتخبوا العمل على حياة كريمة, تصلهم بالشعوب الأخرى وتخرجهم من ظلمات خرافات المحافظين على مصالحهم الشخصية إلى نور العلم والعمل والإنفتاح على العالم .
لقد تلقَّى اليوم نظام ولاية الفقيه في إيران ضربة قوية ومركزّّة على أمِّ رأسه من قبل الأغلبية الساحقة من الشعب الإيراني, فيما لا تزال جماعات منتشرة بين المجتمعات الشيعية في العالم ولا سيما العربية منها تدين بهذه النظرية التي لا تختلف في طريقة الحكم عن النظرية الشاهنشاهية التي يعتبر الحاكم نفسه فيها "ملك الملوك" وله السلطة العليا المطلقة الممتدة من السماء على أهل الأرض كما يزعم أصحاب هذه النظرية الفاشلة !!
المهم أن لا يتسبب المحافظون على مصالحهم بفتنة داخل بلادهم بعد خسارتهم المُدوِّية هذه, والتي إذا ما حصلت فإنه مما لا شك فيه أن مقاتلين من لبنان يحملون الجنسية اللبنانية "بالإسم فقط" سوف يذهبون للقتال هناك ضد الإصلاحيين تحت شعار "سنكون حيث يجب أن نكون" !!