في تقريره، نقل الكاتب عن وكالة "فارس" الإيرانية قولها إنّه تم إرسال 3 آلاف مقاتل من "حزب الله" إلى التنف لدعم الجيش السوري في حربه ضد الولايات المتحدة وتأمين طريق تدمر-بغداد بعد الغارة، مرجحاً أن تؤدي ضربة التحالف والتصعيد العسكري الذي سيعقبها في أماكن أخرى إلى اشتباك مباشر بين واشنطن وطهران أو مجموعات مسلحة تدعمها، إذا تأكّد الخبر.
في هذا السياق، لفت كامبانيس إلى أنّ إيران ستضطر إلى إعادة تعديل طموحاتها التوسعية في الشرق الأوسط إذا واجهت معارضة شديدة من الولايات المتحدة، متطرقاً إلى تعليق خصوم طهران آمالهم على استعداد الرئيس الأميركي دونالد ترامب احتضان حلفاء بلاده السنة التقليديين واتخاذ خطوات عسكرية ضد الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي تتحدّث فيه الجمهورية الإسلامية عن قربها من تحقيق انتصار كامل في سوريا.
وفيما افترض الكاتب انتقال الولايات المتحدة إلى مرحلة التنفيذ على مستوى مساعيها الهادفة إلى وضع حد للزخم الإيراني، دعاها إلى توخي الحذر، إذ يمكن لمحاصرة طهران والمجموعات المسلحة التي تدعمها أن ترتقي بمصالح واشنطن وأن تعيد إرساء ميزان القوى الإقليمي الذي ساد سابقاً، وذلك إذا شكّل نشر القوة العسكرية جزءاً من استراتيجية حذرة تُبقي على مسافة بين الولايات المتحدة وحلفاء إيران.
وعليه، رأى كامبانيس أنّه يمكن لخيار تدخل الولايات المتحدة أن يتّخذ أشكالاً عدة، مؤكداً أنّ الرهان الأذكى والأقل ترجيحاً تحت إدارة ترامب يتمثّل بتجنّب الاشتباكات المباشرة مع إيران واستخدام الضغط السياسي لتهميش المجموعات التي تدعمها في العراق واستعمال القوة العسكرية ضد حلفائها سوريا.
إلى ذلك، اعتبر الكاتب أنّ الواقعية لا تتمثل بمحاولة إزالة التأثير الإيراني في المنطقة بل بحرمان طهران وحلفائها من قدرتهم على تحقيق بعض من أهدافهم ومنها التغلّب على المعارضة السورية جنوب وجنوبي شرقي البلاد وبرفع كلفة أخرى مثل هيمنتهم في العراق وسوريا.
توازياً، تناول كامبانيس تعويل دول الخليج على ترامب بعدما شهدت العلاقات مع سلفه باراك أوباما توتراً، متخوفاً من تأجج الحرب في اليمن ومن ضرب "حزب الله" أو المجموعات المسلحة العراقية الشيعية أو حليف آخر لإيران في سوريا.
في هذا الإطار، وصف الكاتب تطوّر التنف بالتصعيد العشوائي، مفترضاً أن يكون هدفا الضربة حماية لواء "مغاوير الثورة" المدعوم بجنود أميركيين وتوجيه رسالة عدائية لطهران والنظام السوري و"حزب الله"، ومتوقعاً أن يكون مصير تحوّل واشنطن إلى قتال النظام عبر نشر جنود على الأرض ودعم جوي وثيق الفشل بدلاً من وضع حد لتأثير إيران.
ختاماً، خلص كامبانيس إلى أنّ الاستراتيجية الأميركية السليمة تكون عبر استهداف عدد من جنود إيران والمجموعات التي تدعمها واستخدام القوة الجوية للدفاع عن حلفاء واشنطن على الأرض بفاعلية والحؤول دون استعادة طهران والأسد السيطرة على جنوب سوريا وجنوبي شرقها، مؤكداً أنّ التدخل العسكري الأميركي في ظل غياب استراتيجية سليمة قادر على التسبب بمشاكل جديدة بدلاً من حل تلك التي يعاني منها الشرق الأوسط حالياً.
( "لبنان 24" - The Atlantic)