تتكشف أكثر فأكثر خطورة انتشار السلاح غير الشرعي في الشارع اللبناني وقد أصبح هذا السلاح مدعاة للقلق لدى شريحة كبيرة من اللبنانيين بمختلف الطوائف والانتماءات وما حصل الاسبوع الماضي في مدينة صيدا من ظهور علني للأسير وجماعته وما حصل يوم أمس في مسجد محمد الأمين من قبل مجموعة مسلحة من تيار المستقبل وما يحصل على الحدود السورية اللبنانية في البقاع من انتشار كثيف لسلاح حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى من انخراطهم في الازمة السورية بمعزل عن قرار الدولة اللبنانية القاضي بالنأي بالنفس في الموضوع السوري وما حصل منذ سنوات في بيروت والذي أخذ عنوان 7 أيار وما حصل ويحصل في مدينة طرابلس شمال لبنان ,كل هذا يعتبر من المشاهد المخيفة على مستوى الوطن والمواطن ,هذه المشاهد التي تتربص بلبنان شرا وهي سوف تقود حتما إلى الفتنة الطائفية والمذهبية إذا ما ارتبطت بالخطاب المذهبي والطائفي الحاد والمتشنج ,هذه الفتنة التي يسعى إليها كثيرون في لبنان وخارجه وباتت على ما يبدو هدفا يعمل عليه ليل نهار في أروقة بعض الأجهزة المحلية والعربية .
إن هذا السلاح " الطائفي والمذهبي " بات يشكل خطورة كبيرة على مستوى السلم الاهلي كونه السلاح الذي يصحّ تسميته "السلاح خارج القانون " وعندما يصبح السلاح أي سلاح خارج القانون وبلا أية ضوابط قانونية أو أخلاقية أو دينية يصبح سلاحا أشد خطورة وأكثر فتكا بالمجتمع وبالسلم الأهلي وإن ما حصل بالأمس من دخول المسلحين إلى مسجد محمد الأمين في بيروت لهو نذير بالغ الخطورة إذ يتحول السلاح خارج القانون إلى اداة قمع حتى داخل الأماكن العبادية ذات القدسية الدينية المقترضة وكذلك الأمر عندما يفقد السلاح قدسيته وقانونيته بالتحول من مواجهة العدو الاسرائيلي في الجنوب الى اداة للضغط السياسي ووسيلة لكمّ الأفواه ووسيلة لردع الرأي الآخر كما يحصل داخل الطائفة الشيعية الكريمة وكذلك عندما يتحول السلاح إلى اداة للتحريض المذهبي والطائفي كما حصل ويحصل اليوم في مدينة صيدا وفي مدينة طرابلس .
وحده سلاح الدولة والجيش الخاضع للقوانين والقرارات الشرعية ودون هذا السلاح فإن كل سلاح في لبنان هو سلاح خارج على القانون فاقد للشرعية هو سلاح طائفي ومذهبي والشواهد كثيرة اذا ما استعرضنا حال الوطن من البقاع حيث الحدود السورية اللبنانية الى عرسال الى صيدا فبيروت الأمس وما قبله ثم الى طرابس في شمال لبنان .
لن يستقيم وطن تعددت أسلحته لتكون بديلا عن سلاح الدولة ولن يشفى وطن سلاحه سلاح المذاهب والطوائف ولن يبقى وطن سلاحه خارج القانون ..
كاظم عكر