ورد ترامب بشدة على تلك الخطوة واعتبر أن ذلك أمر "يُقسّم البلاد".
وقال ترامب في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الكولومبي خوان مانويل سانتوس في البيت الابيض "أنا احترم (هذه) الخطوة، لكن كل هذه القصة هي محاولة للإساءة". واعتبر أن ما يحصل "يُقسّم البلاد"، مشددا أنه ليس هناك تواطؤ بينه وبين الروس.
وجاءت تلك الخطوة في أعقاب أسبوع واجه فيه البيت الأبيض حالة من الغضب والمطالب المتزايدة من جانب الديمقراطيين وبعض الجمهوريين بإجراء تحقيق مستقل في ما إذا كانت روسيا قد حاولت التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية التي أجريت في تشرين الثاني/ نوفمبر بحيث تأتي بنتيجة لصالح ترامب ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وبعد إعلان وزارة العدل الأربعاء تعيين مولر مستشارا خاصا قال ترامب في بيان إنه يتطلع لحسم المسألة سريعا.
وقال "كما ذكرت مرارا وتكرارا، سيؤكد التحقيق الشامل ما نعلمه بالفعل.. لا تواطؤ بين حملتي وأي كيان أجنبي".
أما مولر فقال في بيان نقلته سي.بي.إس نيوز على تويتر "أقبل هذه المسؤولية وسأنفذها بأقصى طاقتي".
ولطالما ثار غضب ترامب لفكرة أن روسيا لعبت أي دور في نصره الانتخابي في نوفمبر تشرين الثاني. لكن المسألة شابت شهوره الأولى في الرئاسة. ونفت موسكو ما خلصت إليه أجهزة المخابرات الأمريكية من أنها تدخلت في الحملة.
لكن الضغوط زادت على البيت الأبيض بعد أن أقال ترامب الأسبوع الماضي جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي الذي كان يقود تحقيقا اتحاديا في الأمر وبعد أن ترددت أقاويل عن أن ترامب طلب من كومي وقف تحقيق الإف.بي.آي.
وامتد الأثر إلى وول ستريت الأربعاء حيث سجل مؤشر ستاندرد اند بورز 500 وداو جونز أكبر خسارة في يوم واحد منذ أيلول/ سبتمبر مع تبدد آمال المستثمرين في حدوث تخفيضات ضريبية وانتهاج سياسيات تحفز القطاع الاقتصادي في ظل هذا الاضطراب السياسي.
وقال رود روزنستاين نائب وزير العدل في بيان إعلان تعيين المستشار الخاص "إن قراري (تعيين مستشار خاص) ليس من قبيل اكتشاف أن جرائم ارتكبت أو لضمان حدوث محاكمة. لم أخلص لشيء من هذا القبيل".
وأضاف "ارتأيت أن تعيين مستشار خاص ضروري حتى تكون لدى الشعب الأمريكي ثقة تامة في النتيجة".
تحقيقات الكونغرس ستستمر
رحب أعضاء الكونغرس الأمريكي بقرار وزارة العدل لكن زعيمي الجمهوريين في مجلس النواب والشيوخ قالا إنهما سيواصلان تحقيقاتهما بشأن المسألة الروسية.
وقال تشاك شومر زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إن مولر هو الخيار الصحيح.
وقال شومر في بيان "تكليف مستشار خاص أمر مطلوب بشدة في هذا الموقف ونائب وزير العدل روزنستاين فعل الصواب".
وقال بوب جودلات رئيس لجنة القضاء بمجلس النواب إنه واثق أن مولر "سيجري تحقيقا شاملا ونزيها".
ومولر (72 عاما) حائز على وسام كضابط في مشاة البحرية خلال حرب فيتنام. وهو مدع اتحادي سابق معروف بإدارته الصارمة وأسلوبه المباشر. وقد تولى منصب مدير مكتب التحقيقات الاتحادي في عهد الرئيس الجمهوري جورج دبليو. بوش قبل هجمات 11 سبتمبر أيلول 2001 بأسبوع واحد.
وفي 2011 طلب منه الرئيس الديمقراطي باراك أوباما العمل لعامين آخرين. وحل كومي محله عام 2013.