تمهيد: في عهد الحريات العامة والفردية فضلاً عن الإصلاح والتغيير (نحو الأفضل طبعاً) قام التيار الوطني الحر بتكليف وزير العدل بملاحقة كل من يتعرض لخطة الوزير سيزار أبي خليل الكهربائية بالقدح والانتقاص والهدر والسمسرة، وهكذا تكون الأمور كلها تحت قوس العدالة، وقديماً قيل: العدل أساس المُلك.
أولاً: كاد المُريب أن يقول خذوني...
لو أنّ معالي وزير الطاقة لم يلجأ للتدليس والخداع واتهام النائب سامي الجميل باختلاق التهم الباطلة وترويج المعلومات الخاطئة، ليتبيّن بعد ذلك صدقية النائب وتزييف الوزير، وذلك أمام مجلس النواب وعلى مسمع اللبنانيين جميعاً، لكان لزاماً علينا أن نطمئنّ لخطة الوزير وانتظار الفرج الموعود على يديه ويدي وزير الخارجية ورئيس الحكومة، ومعهم طبعاً فخامة الرئيس.
إقرأ أيضًا: فخامة الرئيس: إن كُنت لا تدري بمصائب وزرائك، فالمصيبةُ أعظمُ.
ثانياً: أمام العدالة لا بدّ من بيّنة ...
جاء رجلٌ من بني مخزوم إلى الحارث بن عبدالله بن نوفل وهو يقضي عن أخيه ديناً فقال: إنّ لي على أخيك حقّاً، قال: ثبّت حقّك تُعطه، قال: أفمن ملاءة أخيك ووفائه ندّعي ما ليس لنا؟ فقال: أمن صدقك وبرّك نقبل قولك بغير بيّنة؟
ولا يسعنا اليوم يا معالي الوزير أن نطمئن إلى صدقك ووفائك وبرّك بعد أن كنت قد وعدتنا بكهرباء السفن منذ ستة أعوام، وأنت مستشار وزير الطاقة تلك الأيام جبران باسيل، ولا أظنُّك نسيته عندما تحدّث عن بقعة الضوء آخر النفق، ما زلنا في النفق المظلم يا معالي الوزير، فإذا أرسلتمونا اليوم إلى غياهب السجون، فلن يطرأ على حياتنا أيّ تغيير أو فرق، هذا مع علمنا حتى اليوم بعدالة القضاء ونزاهة الوزير، فقد سبق أن شغل منصباً قضائياً، ولن تشغلهُ عدالة التيار الوطني عن عدالة السماء.