الناتو العربي
أما فكرة تشكيل "حلف الناتو العربي" وفق "واشنطن بوست" فكانت تُطرح وتُناقش على مدار السنوات الماضية، ودائماً ما كانت تحظى بدعمٍ سعوديٍ قوي، ولكن حتى الآن لم تؤيدها الحكومة الأميركية بشكلٍ صريح. وقال مسؤولون إنَّ هذا المفهوم يتفق مع ثلاثة مبادئ رئيسية لسياسة ترامب الخارجية "أميركا أولاً"، وهي: الحرص على تدعيم القيادة الأميركية في المنطقة، وتحويل العبء المالي المُتعلق بالأمن إلى الحلفاء، وتوفير الوظائف الأميركية للمواطنين الأميركيين (من خلال صفقاتٍ ضخمة لبيع الأسلحة).
ووفقاً لما ذكره مسؤولون، فإنَّ الرئيس الأميركي يبحث عن إجابة السؤال حول كيفية إمكانية تسليم الولايات المتحدة الأميركية في نهاية المطاف المسؤولية الأمنية في المنطقة إلى الدول الموجودة بها.
وذكرت تقارير من المنطقة عن النقاشات المُبكرة حول المشروع، أنَّه بالإضافة إلى السعودية، فإنَّ المشاركين المبدئيين في الائتلاف سيتضمنون الإمارات العربية المتحدة، ومصر، والأردن، في حين تلعب الولايات المتحدة الأميركية دوراً تنظيمياً وداعماً مع بقائها خارج التحالف.
مهد الإسلام
ويحرص المسؤولون الأميركيون والسعوديون على تسليط الضوء على الرمزية الكبيرة في اختيار الرئيس الأميركي أن يكون مهد الإسلام أول محطة له، بدلاً من كندا والمكسيك المتاخمتين للولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يحظى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باستقبال أفضل مما استقبلت به المملكة سلفه باراك أوباما، الذي اعتبرته الرياض متساهلاً مع إيران، أكبر خصومها، وصاحب موقف فاتر فيما يتعلق بالعلاقة بين البلدين التي تعد دعامة للتوازن الأمني في الشرق الأوسط.
وستتطلع الرياض إلى الحصول على تأكيدات أن إدارة ترامب ستواصل نهجها المتشدد إزاء إيران، وتواصل ضغوطها عليها من خلال التصريحات والتصرفات لوقف ما ترى السعودية أنه أنشطة مزعزعة لاستقرار المنطقة من جانب طهران.
بن سلمان وصهر ترامب
ووراء الكواليس، كانت إدارة ترامب والمملكة العربية السعودية تجريان مفاوضاتٍ واسعة النطاق، بقيادة كبير مستشاري البيت الأبيض جاريد كوشنر، ونائب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبدأت المناقشات بعد فترةٍ وجيزة من الانتخابات الرئاسية، وذلك عندما أرسل محمد وفداً لمقابلة جاريد ومسؤولين آخرين في إدارة ترامب في برج ترامب.
وبعد سنواتٍ من خيبة الأمل مع إدارة أوباما، كانت القيادة السعودية متحمسةً للبدء بالعمل، وقال مسؤولٌ كبير في البيت الأبيض: "كانوا مستعدين لوضع رهانٍ على ترامب وأميركا".
حزمة أسلحة أميركية
الجزء الأكثر واقعية هو حزمة الأسلحة الأميركية الضخمة التي ستحصل عليها السعودية، والتي سيعلن عنها ترامب أيضاً في الرياض. ولا تزال التفاصيل النهائية قيد التنفيذ، إلا أنَّ المسؤولين قالوا إن الصفقة ستتضمن ما بين 98 مليار دولار و128 مليار دولار من مبيعات الأسلحة. وعلى مدى 10 سنوات، يمكن أن يصل إجمالي المبيعات إلى 350 مليار دولار.
وقال مسؤولون إنَّ المبيعات تشمل تحديثاتٍ ضخمة للجيش والبحرية السعودية لتشمل سُفُنَ قتال ساحلية، وأنظمة دفاع صاروخية من طراز "ثاد"، وناقلات جنود مصفحة، وصواريخ، وقنابل، وذخائر. ومن المحتمل أن تتم بعض عمليات الإنتاج والتجميع في السعودية، وهو الأمر الذي يعزز مشروع محمد بن سلمان لبناء كفاءة دفاعية سعودية داخلية صناعية، ولكن سوف تُبنى معظم المعدات بواسطة الشركات الأميركية المتعهدة.
وتُعد التصريحات المُعلَّقة الخاصة بالإطار الأمني الجديد وصفقة الأسلحة الضخمة دليلاً على أنَّ اقتراب السعودية لبيت ترامب الأبيض كان ناجحاً بشكلٍ يتجاوز التوقعات. وسواءٌ أثمر ذلك عن استقرارٍ حقيقي في المنطقة، فإنَّ التقدم الحقيقي ضد الإرهاب، أو الرادع الحقيقي ضد إيران، يعتمد على ما سيحدث بعد انتهاء رحلة ترامب إلى الخارج.
(واشنطن بوست ـ هافينغتون بوست)