حذر الرئيس الإيراني المنتهية ولايته حسن روحاني مواطنيه من أن اقتراعهم في انتخابات الرئاسة المرتقبة غداً، سيكون اختياراً بين الحرب والسلم. وحضّ «الحرس الثوري» وقوات «التعبئة الشعبية» (الباسيج) على عدم التدخل في المعركة لمصلحة خصمه الأصولي إبراهيم رئيسي.
وانتقد مرشد الجمهورية علي خامنئي مرشحين «أدلوا بتصريحات لا تليق بالإيرانيين»، منبهاً الناخبين إلى أضرار امتناعهم عن التحلي بـ «الانضباط والتزام القوانين».
ولفت إلى أن إيران «مشغولة بالاستحقاق الانتخابي، بكل أمن وهدوء مستتبّين في البلاد، وسط محيط إقليمي ينعدم فيه الأمن»، معتبراً أنها «تجدّد نضارتها مع تجدّد الانتخابات». وحذر من أن «بعضهم يحاول تجاوز القانون»، وزاد: «أُطلِقت تصريحات أثناء مناظرات الانتخابات، لا تليق بالشعب الإيراني، لكن المشاركة (الضخمة في التصويت) ستبدّد كل ذلك».
وأكد خامنئي أن «النظام هو الذي منحنا أجواء الحرية، على رغم أن بعضهم ينكر هذا الجميل ويستغلّ ما يتمتع به من حرية لكي يتحدث عن انعدامها». ورأى أن «الفائز الحقيقي» في الانتخابات «هو الشعب والنظام». وأضاف: «شعبنا تعلّم من تجارب سابقة، ويعلم مدى مصلحته في الانضباط، ومدى الضرر الذي يلحقه به عدم الانضباط والامتناع عن التزام القوانين».
وأصدر روحاني بياناً أعرب فيه عن تقديره تصريحات المرشد، وزاد: «لجأ بعضهم، من أجل الاستيلاء على السلطة، إلى الكذب حول توقيع الحكومة وثيقة 2030 الخاصة بـ (منظمة) يونيسكو، وبالتالي نشر تعليم مناف للأخلاق وللعفة».
وتابع خلال تجمّع انتخابي في مدينة مشهد: «علينا الاختيار بين الطريق الذي يوصلنا إلى القمة لنجعل رايتنا ترفرف عالياً، وبين لا سمح الله أن نسقط في قعر ونفقد كل شيء». ونبّه إلى أن انتخاب «الشخص الخطأ رئيساً سيعني حرباً»، مطالباً «الحرس الثوري» و «الباسيج» بـ «النأي عن السياسة». ودعا إلى إلغاء التأشيرات بين إيران والعراق، لتسهيل السفر بينهما.
إلى ذلك، أعلن المرشح الأصولي مصطفى ميرسليم أن سكرتير تجمّع التدريسيين في حوزة قم الدينية محمد يزدي وسكرتير جمعية العلماء المناضلين محمد علي موحدي كرماني اتصلا به، وناقشا احتمال انسحابه من السباق لمصلحة رئيسي. واستدرك أنه مستمر في المعركة، لكن مصادر قالت أنه سافر أمس إلى مشهد للقاء رئيسي، قبل أن يعلن موقفه النهائي، بعدما انسحب المرشحان إسحاق جهانغيري ومصطفى هاشمي طبا لمصلحة روحاني.
ومع التزام المرشحين صمتاً انتخابياً اليوم، عشية الاقتراع غداً، أعلن وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي استكمال كل الاستعدادات، مرجّحاً حسم المعركة من الدورة الأولى، على خلفية «الانسحابات والائتلافات». وأشار إلى أنه سيُعلن نتائج التصويت «دفعة واحدة، لا تدريجاً».
لكن الناطق باسم مجلس صيانة الدستور عباس علي كدخدائي حضّ على «الامتناع عن الإدلاء بتوقعات قبل أوانها»، وزاد: «القانون لم ينصّ على وجوب إعلان النتائج دفعة واحدة. وبما أن إعلان نتائج الانتخابات أمر حساس، نقترح أن يكون ذلك تدريجاً، وأبلغنا وزارة الداخلية بذلك». ورفض إشراف مراقبين دوليين على الانتخابات الإيرانية، معتبراً أن الشعب يشرف عليها ولا داعي لمراقبين من الخارج.
في غضون ذلك (رويترز)، أشار مسؤولان أميركيان إلى تمديد إدارة الرئيس دونالد ترامب إعفاء إيران من عقوبات، والذي بدأ العمل به بموجب الاتفاق النووي المُبرم عام 2015. وكان ترامب تعهد خلال حملته الانتخابية «تفكيك الاتفاق الكارثي مع إيران».

 

 

 محمد صالح صدقيان