أشار الرئيس الاسبق أمين الجميل الى أن "الشرق الأوسط يمر بمرحلة من عدم الاستقرار والفوضى باتت تهدد استقرار العالم برمته بسبب انتشار التطرف الديني والإرهاب الأصولي"، لافتا الى أن "أسباب هذه الفوضى هي: سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية جراء عهود طويلة من الاستبداد، تفاقم الصراع بين الأطراف السنية والشيعية المتطرفة وتوسع نفوذ تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لا سيما في العراق وسورياوليبيا واليمن وانتشار عقيدتها المتطرفة وأزمة النازحين وغياب القدرة على مواجهتها بسبب انعدام الحوكمة الصالحة وتقادم البرامج التربوية".
وخلال مؤتمر "حدود الطموحات - التدخلات الخارجية ومنظومة الدول في الشرق العربي: التحديات، الاصطفافات، التوقعات"، تحدث عن "تحول الربيع العربي عن أهدافه وعجز القوى الوطنية عن وضع حد للتدخلات الخارجية التي حولت الساحات الداخلية إلى ساحات قتال واقتتال في ما بينها على حساب سيادة الدول وطموحات الشعوب الوطنية المشروعة"، معتبرا أن "فشل المجتمعات العربية في ولوج باب الحداثة يعود بشكل رئيس إلى عدم تطابق طموحات الشعوب للتغيير والإصلاح مع طموحات بعض الدول عربية كانت أو أجنبية، ومصالحها الاستراتيجية. وهذه الدول وتحقيقا لمصالحها، عمدت إلى إرسال قوات إلى ساحات القتال وتدريب قوات رديفة واشعال الصراعات المذهبية والإثنية وإنشاء وتمويل كيانات خارجة عن الدولة تخدم مصالحها".
واعتبر أن "حل الأزمات التي تعصف بالمنطقة ووضع حد للمطامع الخارجية غير المشروعة فيها يكمن في إيجاد منطق جديد على صعيد الدبلوماسية، والتزام الجميع بالتفاهم البناء حول الحلول".
ورأى أنه "انطلاقا من مقولة كل حرب يجب أن تنتهي، الدبلوماسية يمكن أن تنجح وهي تحتوي وتقدم الآليات والأدوات من أجل إيجاد الحلول السلمية وإنقاذ الدول والشعوب من الهاوية القاتلة"، متطرقا الى "الجهود الديبلوماسية في استانة وجنيف بالنسبة الى الموضوع السوري".
وخلص الى أن "لبنان يمكن أن يكون المدخل المناسب لإطلاق مبادرة إصلاحية شاملة تتجاوز حدوده الوطنية لتشمل المنطقة بمجملها، أولا بسبب فرادة نظامه الديمقراطي الليبرالي الذي مكنه من تجاوز أصعب الأزمات وجعله أكثر مناعة من الدول المجاورة، وثانيا بسبب اللبنانيين أنفسهم الذين يمارسون ثقافة الحرية والديمقراطية ويعتبرون ضمانة للبنان أكثر من حكامه".