نطريتان يحملهما المقربون من "حزب الله" عند الخوض في الحديث عن إحتمالات الحرب الإسرائيلية القادمة، مع تأكيدهم أن هذه الحرب حاصلة بغض النظر عن التوقيت.

تقول النظرية الأولى أن إسرائيل لن تتحمل إنتهاء الحرب السورية، أو أقله تقلص أعباء الحرب السورية على الحزب، ليعود إلى لبنان مع كل الخبرات التي إكتسبها، متفرغاً للجبهة الجنوبية، لذلك من المتوقع أن تزداد الضربات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع لـ"حزب الله" على الأراضي السورية، أو قوافل نقل أسلحة..

علماً أنه من المستبعد أن تطال هذه الغارات أي من مواقع الحزب داخل الأراضي اللبنانية إلا عندما تريد تل أبيب بدء حرب مباشرة مع الحزب، من هنا يقول البعض أن إنهاء "حزب الله" وجوده العلني في جبال السلسلة الشرقية يعود بشكل أساسي إلى رغبته بتجنّب مواجهة إسرائيل بمواقع علنية يمكن للطائرات الإسرائيلية إستهدافها بلحظة واحدة مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في العناصر والمقاتلين.

هذه النظرية التي يؤمن بها جزء من قيادة "حزب الله" هي التي ادت خلال السنوات القليلة الماضية إلى إستنفار مقاتلي الحزب في جنوب لبنان عدّة مرات، وإلى التصعيد غير المسبوق الذي وصل إليه الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله من خلال تهديداته لإسرائيل.

في المقابل هناك نظرية ثانية تقول أن الحرب بين الحزب وإسرائيل ليست قريبة، وهي تنتظر إنتهاء المعارك مع تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، لتحقق الإدارة الأميركية نصراً على الإرهاب القاعدي، لتنتقل بعد ذلك للمرحلة الثانية، أي الحرب على "حزب الله" في سوريا ولبنان معاً.

ويرى أصحاب هذه النظرية أن العقوبات الإقتصادية والمالية، والحرب الإعلامية ستتكثف على الحزب خلال الفترة التي تسبق الحرب بهدف إضعافه وجعله هدف أكثر سهولة من السابق الأمر الذي يهيء الأرضية للمعركة العسكرية الحاسمة التي ستؤدي إلى إضعافه.