أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن "إيران غيرت مسار الممر البري الذي تستخدمه للوصول إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، على خلفية تنامي قلق طهران من زيادة الوجود الأميركي في شمال شرقسوريا".
وأوضحت أنه "تم نقل الممر الجديد لمسافة نحو 140 ميلا جنوباً بالمقارنة مع المسار القديم، لتجنب الاقتراب من مواقع القوات الأميركية التي حشدتها واشنطن في شمال شرق سوريا لمحاربة تنظيم "داعش" الارهابي"، مشيرةً إلى أن "الايرانيين خططوا لاستخدام بلدة الميادين بريف دير الزور، التي مازال "داعش" يحتلها، كمركز لعمليات الترانزيت في شرق سوريا، وستتجنب الشمال الشرقي للمناطق التي يسكنها الأكراد".
ولفتت الصحيفة إلى أن "هذه التغيرات جاءت بأمر من قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني وأمين عام "منظمة بدر" والقيادي في "الحشد الشعبي" هادي العامري"، مشيرةً إلى أن "القوات التابعة للعامري تقترب حاليا من بلدة البعاج العراقية، التي ستصبح حلقة وصل رئيسة في الطريق الإيراني المخطط له".
وأشارت إلى أن "تعزيز الوجود العسكري الأميركي في شمال شرق سوريا أثار قلق المسؤولين في بغداد وطهران"، لافتةً إلى أن "القادة الإيرانيين يرون أن حشد القوات الأميركية في سوريا يستهدف ردع طموحات طهران".
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين العراقيين أن "الإيرانيين سيردون على ذلك ببذل جهودهم القصوى الإتمام مشروع الممر البري الجديد في أسرع وقت ممكن، وذلك سيعني بسط السيطرة على البعاج بأسرع وتائر ممكنة، ومن ثم طرد "داعش" من الميادين ودير الزور، قبل وصول الأميركيين إلى تلك المناطق".
كما نقلت عن مسؤولين عراقيين أن "المسار الجديد سيمر من دير الزور إلى السخنة في ريف حمص، ومنها إلى تدمر، ومن ثم إلى دمشق والحدود اللبنانية. ومن هذه النقطة، يفتتح الطريق إلى اللاذقية والبحر الأبيض المتوسط، وهو أمر يضمن لإيران طريق إمداد بديلا لمياه الخليج التي تخضع للرقابة المشددة".