في تقريرها، حذّرت الكاتبة من تحوّل المجموعات المسلحة التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية وإيران إلى القتال في بينها خدمةً لمصالحهما الاستراتيجية، إذ نقلت عن ديبلوماسي إقليمي قوله: "سوريا بعد أستانة ليست كما قبلها. وسواء أتحوّل هذا الاتفاق إلى خريطة لتقسيم سوريا أو لتقاسم النفوذ، فإنّنا نشهد اليوم سباقاً على الحصة الأكبر".
عن الاتفاق الذي يقضي بتجميد القتال في أجزاء من محافظتي حمص وحماه والمناطق الجنوبية والشرقية، أوضحت سولومون أنّ الشرق الغني بالحقول النفطية والأراضي الزراعية يضطلع بأهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى القوى العالمية التي تساعد على ضمان استعادة السيطرة عليه، فسيتمتع الفائز بقوة وصل طريق إيران الاستراتيجية التي تمر بسوريا والعراق وصولاً إلى "حزب الله" في لبنان أو قطعها.
في هذا الإطار، كشفت الكاتبة أنّ ديبلوماسيين غربيين يقولون إنّ واشنطن ولندن تسعيان إلى التفاوض مع موسكو للتوصل إلى اتفاق يقضي بحصول المنطقة الآمنة الجنوبية على دعم غربي، طارحة احتمال نشر قوات أردنية على الأرض بموجبه. وعليه، أوضحت سولومون أنّ السيطرة على الجنوب قد تؤدي إلى إنشاء منطقة آمنة مدعومة أميركياً أو إلى انتشار قوات مدعومة إيرانياً على عتبة إسرائيل.
إلى ذلك، نقلت الكاتبة عن ديبلوماسيين غربيين قولهم إنّ الروس مستعدون لإبرام اتفاق مع واشنطن، واعتبار آخرين أنّ روسيا تسعى إلى عرقلة تقدّم القوات المدعومة أميركياً في شرق سوريا وترك ما تبقى من الأراضي للنظام وحلفائه مثل إيران.
من جهتهم، رأى ديبلوماسيون إقليميون تشارك حكوماتهم في محادثات مع روسيا، أنّ موسكو عالقة بين عدائها مع طهران على الدور الأبرز في سوريا وإدراكها أنّها قوة محورية في هذه الحرب. في هذا السياق، تخوّف مسؤول خليجي من تكرار سيناريو كردستان العراق في سوريا، حيث لا تبسط الدولة سيطرتها على كامل الأراضي.
في ما يتعلّق بالهدف المرجو تحقيقه فور إنشاء منطقة آمنة جنوبية تنشر فيها قوات أردنية، اعتبر ديبلوماسيون غربيون أنّه يتمثّل بقطع الطريق أمام تقدم عناصر "داعش" من معقليه في العراق وشرق سوريا باتجاه الأردن. في المقابل، رأت المعارضة أنّ الهدف يتمثّل بسيطرة واشنطن على شرق سوريا لقطع الطريق أمام إيران وبالتالي إلى لبنان.
ختاماً، حذّرت سولومون من خطورة التحركات الأجنبية على طول حدود سوريا الجنوبية والشرقية، وذلك في أعقاب تنفيذ إسرائيل تدريبات على طول حدودها معها وانتقال مقاتلين عراقيين مدعومين إيرانياً إلى المنطقة المذكورة، واتهام النظام واشنطن ولندن بنشر قوات شرق البلاد إلى جانب المعارضة.
( "لبنان 24" - FT)