هددت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، بسحب الجنود الألمان من تركيا في حال لم توافق الحكومة التركية لنواب ألمان من لجنة الدفاع البرلمانية لزيارة قوات من الجيش الألماني متمركزة في قاعدة إنجيرليك الجوية التركية.
وأضافت ميركل، في مؤتمر صحفي، أنّه من الضروري أن يتمكن النواب من زيارة أكثر من 250 جنديا يخدمون في قاعدة إنجرليك، حيث يشاركون في مهمة لقوات حلف شمال الأطلسي تستهدف قتال تنظيم داعش في سوريا.
وأردفت المستشارة الألمانية قائلة "سنستمر في التحاور مع تركيا ولكن بموازاة ذلك علينا البحث عن وسائل أخرى للوفاء بالتزاماتنا"، مضيفة "هذا يتضمن البحث عن بدائل لإنجرليك وأحد البدائل المطروحة هو الأردن".
وكان مسؤولون قالوا، في وقت سابق الاثنين، إن مجموعة من المشرعين الألمان منعت من زيارة القوات الألمانية في إنجيرليك، في خطوة من شأنها إشعال الخلاف مجددا بين البلدين العضوين في حلف الأطلسي بشأن حرية الدخول للقاعدة الجوية.
وقالت مصادر من وزارة الخارجية التركية لرويترز، دون الخوض في التفاصيل، إن المشرعين لم يحصلوا على موافقة لزيارة القاعدة، لاعتبارها زيارة غير مناسبة في هذا التوقيت.
وتوترت العلاقات بين الدولتين العضوين في الحلف في مرحلة التحضير لاستفتاء في تركيا يوم 16 أبريل، عندما منعت ألمانيا ساسة أتراكا من الحديث في تجمعات للأتراك المقيمين هناك، مشيرة إلى اعتبارات تتعلق بالسلامة.
واتهم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، برلين باستخدام أساليب "تشبه سياسات النازي"، الأمر الذي أثار غضب الحكومة الألمانية وزاد من حدة التوترات بين أنقرة وبرلين.
يشار إلى أن أغلبية بسيطة من الأتراك أيدت الاستفتاء على تعديل الدستور وتغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، وبالتالي منح أردوغان سلطات أوسع. وأبدت ألمانيا ودول غربية أخرى قلقها من تزايد الاتجاه السلطوي في تركيا.
وفي العام الماضي منعت تركيا مشرعين ألمانا من زيارة القاعدة نفسها، لمدة أشهر ردا على قرار للبرلمان يعتبر قتل قوات الدولة العثمانية للأرمن في عام 1915 "إبادة جماعية"، وهو تعبير ترفضه أنقرة.