69 عاماً مرَّت على "نكبة فلسطين"، وكانت كل هذه السنوات كفيلة بتغيير معالم الشرق الأوسط كله، وليس فلسطين فحسب، بل العراق وسوريا واليمن وغيرها وبات الوطن العربي ساحةً للصراعات والحروب، وسادت لغة القتل والصواريخ والموت، من خلال الحروب الأهلية ومن خلال تدخلات أجنبية كانت كفيلة بتحويل العالم العربي إلى مجتمع حرب وقتل ودمار، لتعود ذكرى فلسطين من كل عام مجرد ذكرى لم يبق منها سوى الإسم والتاريخ.
وبالرغم من ذلك يحيي الفلسطينيون هذه الذكرى في 15 أيار من كل عام عبر الإعتصامات والتظاهرات والمواجهات في نقاط التماس مع جيش الإحتلال، لتبقى هذ الذكرى حاضرة في وجدان المجتمع الفلسطيني على الأقل.
إقرأ أيضًا: حل المجلس النيابي .. هل يفعلها ميشال عون؟
عندما احتلَّ الصهاينة فلسطين كانوا يقولون إنَّ الكبار سيموتون والصغار ينسون، لكن أبناء فلسطين يثبتون يوما بعد يوم من خلال المقاومة والإنتفاضة والتظاهرات والإعتصامات أنهم لن يتخلوا عن الأرض ولن يقبلوا بالسلام الذي يضيّع الحقوق، وما زال في فلسطين من يؤمن بأن هذا الإحتلال مصيره الزوال، وأن فلسطين ستعود يوما إلى أصحابها وأهلها وشعبها.
تاريخ ذكرى النكبة يعني الكثير لأبناء فلسطين في الداخل والخارج إذ يرتبط ذلك بوعي وطني وأخلاقي وفكري وقومي، ويعتبر هذا اليوم يوم تأبين وحزن وطني يستذكر فيه الفلسطينيون الشهداء والقيادات والمدن الفلسطينية المسلوبة، كما يجمع هذا اليوم فلسطينيي الشتات على إختلاف مشاربهم وانتماءاتهم الفكرية والإيديولوجية ما يؤكد إلتزام الشعب الفلسطيني بقضيته، وبقاء الأمل بهذا الجيل الذي لم ينس قضيته وعرضه وأرضه.
إقرأ أيضًا: الإنتخابات بين لبنان وفرنسا!!
عربيًا لم تعد ذكرى النكبة في السنوات العشر الأخيرة خصوصًا كما في السابق، إذ تحول العالم العربي إلى مسرح للأحداث السياسية والعسكرية، فأصبحت قضية فلسطين خارج الإهتمام العربي العام، خصوصًا بعد ما أصاب الوطن العربي من ترتيبات جديدة بعيدة كل البعد عن القضية المركزية للصراع العربي الصهيوني، ففقدت القضية وتاريخ بدايتها جزءاً كبيراً من عمقها الشعبي والقومي والإستراتيجي جراء ما حصل من حروب ونزاعات وتقسيم، أصبح هناك تواريخ عدة للنكبات، كنا في قضية وأمسينا في قضايا، كنا بنكبة وأمسينا في نكبات.