تحت عنوان "الموركس دور... جايزة تربيح جْميلة" كتب جوزف طوق في صحيفة "الجمهورية": عندما تعيش في عالم تُطرَح فيه التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مهرجانات وحفلات عالمية مرموقة مثل جوائز "اوسكار" و"كان" و"الغولدن غلوب" و"غرامي"، لا يعود مستغرَباً أبداً استغراب بعض نتائج جوائز الـ"موركس دور" اللبنانية، خصوصاً مع المفاجآت السلبية والصفعات الفنيّة التي تلقّاها المشاهد في ليلة واحدة.
يَشعر المتابع بشيء من الحماسة قبل بداية حفل الموركس، وتبدأ الفراشات ترقص في معدته ترقّباً لأحد أضخم حفلات التكريم اللبنانية والعربية، التي تعكس صورةً حضارية وجمالية وفنّية راقية عن لبنان وشعبه، فتبدأ السجّادة الحمراء تمتلئ بجمال الفساتين والمجوهرات والبدلات، وتتزاحم وجوه المشاهير أمام العدسات لتُنسيَك في لحظة كلّ مناظر التخلّف والفساد المنتشرة عن لبنان، وتفتخر بأنك لبناني يعيش في زمن الموركس... ويستمرّ هذا الشعور لديك إلى لحظة إعلان النتائج واعتلاء المكرّمين المسرح، فتنتحر الفراشات في بطنك، ويتلاشى شعورك بالفخر، ويتغيّر لون وجهك إلى شيء ما بين الأحمر والأصفر، وتجد نفسك راكعاً على ركبتيك تتضرّع إلى الله أن يكون الأجانب نائمين في وقت العرض وأن لا يدقّقوا في بعض أسماء الأشخاص والأعمال الفائزة، لأنهم سيمنحوننا عندها جائزة موركس أكبر فضيحة فنّية.
الموركس ليس ماراتون، خصوصاً أنّ الجوّ الذي ساد ليلة توزيع الجوائز كان نيّة المنظّمين الأساسية وهدفهم السامي الوصول إلى خطّ نهاية الحفل قبل أن تدقّ الساعة منتصف الليل... وكان كلّ شيء يتمّ مسرّعاً والجميع مستعجل، وبالتحديد مقدّم الحفل روبير نخل الذي لم يَسمح لمخلوق أن ينهي كلمته.
وليحمِد ربَّه روبير أنّ ميريل ستريب لا تعمل في الدراما اللبنانية وإلّا لكانت قصَفت عمره، فكلمتُها خلال حفل الأوسكار العام الماضي هزّت الرئاسة الأميركية واجتاحت العالم، أمّا الجوائز في الموركس هي "جوايز تربيح جْميلة"، يعني بمعنى آخر "خُذ جائزتك واصمت"، علماً أنّ دسامة الكلمة الملقاة في لحظات الفوز يمكن أن تصنع اللحظة التلفزيونية الذهبية، تماماً مثل كلمة ستريب، أو كلمة ماثيو ماكونوهي التي أصبحت درساً في الحياة وآل باتشينو التي غيّرت مفهوم النجاح... وعندنا، تتلعثم نانسي عجرم 10 مرّات في جملة من 10 كلمات لتُقدّم وصفة النجاح للمشاهدين وهي لم تحفظها جيّداً أصلاً، فتعكس للمشاهد مدى استخفافها بحجم ما فازت به.
وعلى رغم أهمّية الموركس لتكريم جهود الفنّانين في الغناء والتمثيل، إلّا أنّ دهاء المنظّمين في اختراع أسماء الجوائز لتُناسب مقاس الرابحين تثير الشكوك، خصوصاً جائزة أفضل مطرب ممثّل التي فازَ بها رامي عياش عن دورِه في مسلسل أمير الليل... بِربّكم، مع كلّ دهائكم وحِنكتكم، لم تجدوا سبباً يعتلي به رامي عياش المسرح سوى اختراع هذه الجائزة، وأصلاً من هو المطرب الممثل الآخر الذي ينافسه رامي عياش؟
لكنّ الحقّ ليس على العياش بل عليكم أنتم، لأنكم لم تأخذوا بعين الاعتبار رأيَ النقّاد وأساتذة التمثيل، ولا السوشل ميديا والإعلام الذي نشَر مئات الفيديوهات التي تفضَح أداءَ عياش الهزيل. وأنتم بفِعلتكم هذه قلتم لعيّاش، مبروك دورك الأول وأنت مميّز ولا تحتاج إلى تحسين وإبقَ كما أنت، وضرَبتم الدراما المضروبة أصلاً.
كلّ ذلك مرحوم أمام فضيحة الـPlayback التي لم تَسلم منها أعينُنا، فكنّا نتابع ونضحك على أداء الفنّانين الذين نصّبتموهم الأفضل وكانوا يقدّمون لنا الأسوأ بصَرياً... ملوك وملكات ترتعد لأصواتهم المسارح مِثل وائل كفوري ونانسي عجرم ومعين شريف وشيرين عبد الوهاب، هل يُعقل أن يغنّوا Playback في أضخم مهرجان فنّي لبناني؟ أين برستيجكم؟
وهل يُعقل تكريم ملحم بركات بصوت الفرسان الأربعة بغناء غير مباشر أيضاً، هل يُعقل ألا تستفيدوا من جمال هذه الخامات وتسمحوا لها اغتنام اللحظة... وبَعدين، ما هذا التقصير، وأين موركس أفضل Playback؟
إنتهى الموركس وفرح الفائزون وغادر المدعوون، وأطفأتُ التلفزيون، تذكّرتُ النتائج وصمّمتُ أثناء ارتداء بيجامتي أن أقدّم على مسابقة ملكة جمال لبنان، وبالطبع سأبدأ تحضير خطاب الفوز... شدّيتُ لحافي وابتسمت لأنني في لبنان، وحلمت بأنّني أمير الليل.