أولاً: الوزير باسيل أعجوبة زمانه ...
أثبتت الأحداث السياسية في لبنان، أنّ الوزير جبران باسيل هو أعجوبة لا تتكرّر كلّ حين، فبالرغم من فشله في دخول الندوة البرلمانية، فقد تبوّأ أعلى المناصب الوزارية، وورث زعامة التيار الوطني الحر، وصاحبه على قيد الحياة، وكان عمُّه ،رئيس جمهورية لبنان هذه الأيام، قد عطّل تأليف الحكومة لمدة تفوق ثمانية أشهر كٌرمى لعيونه، حتى تحقّق المراد، وعندما أصرّ على سحب مبلغ مليار ومائتي مليون دولار من الخزينة العامة ( ورفض تمويل خطته الكهربائية بواسطة صناديق الدعم الخارجية)، ابتزّ باسيل مجلس الوزراء مجتمعاً ، ومعه رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وفاز بالصّفقة، أمّا في معركة رئاسة الجمهورية، فقد كان باسيل واثقاً من الظفر بها مهما طال الزمنُ أو قصُر، وبعد جلوس الجنرال عون على كرسي الرئاسة، راح باسيل يُوزّع التّبجُّحات والعنتريات، ناسباً لنفسه الفضل في إيصال "أقوى" رئيس جمهورية في تاريخ لبنان، ناسياً ومُتناسياً دور حزب الله المُخزي في هذه المعركة التي يحصد الجميع اليوم جنيها المُرّ،، وعندما شرع رئيس الحكومة الجديد في تأليف حكومة العهد الأولى، حصد باسيل ما لا يقل عن ثمانية مقاعد، من بينها أربعة لمستشارين سابقين عنده.
ثانياً: التطاحن الكهربائي...
إقرأ أيضًا: خطاب السيد حسن نصر الله... الإيجابيات والسلبيات
مع أزمة تمويل خطة كهربائية جديدة، بطلها باسيل طبعاً، ووزيره الحالي، ومستشاره السابق سيزار أبي خليل، بالامس، رفع باسيل عقيرته عالياً، واتهم مُعرقلي الخطة (وعلى رأسهم الكتائب والرئيس بري) بالكذب والسرقة ونهب المال العام، وتوعّد الجميع بأنّ الخطة ستمرّ رغم أنف الجميع، ولعلّه صادقٌ وحازمٌ في ذلك، فرئيس الحكومة إلى جانبه، ولم يرشح حتى الآن أنّ سيدّ المقاومة سيُقامر بدعم رئيس الجمهورية لتيار المقاومة والممانعة، من أجل حفنةٍ من الدولارات في صفقة عابرة، ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة طبعاً، وعليه، سيلقى كل من يقف في وجه باسيل، الهزيمة والخُسران المبين، ولن تنفع على ما يبدو "عنتريات" وزير المال، فقد سبق لمجلس الوزراء أن أقرّ الخطة "الجهنمية"، وبحضور البطل المغوار علي حسن خليل ودون اعتراض.
إقرأ أيضًا: الطبقة السياسية اللبنانية الفاسدة.. تتحلّل
يحسُن بالمواطن أن يُحسن الظّن بأولي الأمر، وأن ينشُد السلامة، ورُبّ ضارّةٍ نافعة، فليمض الوزيران باسيل وأبي خليل في استجرار الطاقة بواسطة سفُنُهما، ورحم الله المتنبي عندما قال:
ما كل ما يتمنّى المرء يدركُه
تجري الرياح بما لا تشتهي السُّفنُ.