أفادت صحيفة "العرب" اللندنية أنّ "حزب الله" يحضّر قواته لمهام أخرى موزعة بين لبنان وسوريا.
ولفت المراقبين، بحسب الصحيفة، الموقفُ الذي اتخذه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، والذي دعا فيه الحكومة والجيش اللبنانيين إلى اتخاذ التدابير اللازمة لمنع "حزب الله" والجماعات المسلحة الأخرى بالبلاد من الحصول على أسلحة و"بناء قدرات شبه عسكرية خارج نطاق سلطة الدولة".
وقال غوتيريس: "إن بناء حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى بلبنان (لم يذكرها)، قدرات شبه عسكرية خارج نطاق الدولة يعتبر انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 لعام 2004".
وجاء ذلك في التقرير نصف السنوي الخامس والعشرين الذي قدمه الأمين العام، إلى أعضاء مجلس الأمن بشأن تنفيذ القرار الذي دعا إلى "نزع سلاح الميليشيات اللبنانية".
ورأى هؤلاء المراقبون أن غوتيريس يعبّر عن مزاج دولي بدأ يميل إلى اعتماد سياسة حازمة، لا سيما مع الجماعات التابعة لإيران وخاصة "حزب الله"، وأن ما أعلنه الأمين العام السيد حسن نصرالله حول تفكيك مواقع قواته على الحدود الشرقية اللبنانية المحاذية لسوريا، يأتي استباقيا لتطورات قد تشهدها المنطقة ضد النفوذ الإيراني في سوريا.
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية أن تقرير غوتيريس يأتي متوافقا مع الرؤية التي تقارب بها الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب مسألة التعامل مع الملف الإيراني، وأن الموقف الأممي يعكس تحول موقف واشنطن إلى سياسة دولية جامعة، وأنها قد تأتي لتستكمل تفاهمات حول الأمر بين كافة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
وطالب الأمين العام في تقريره "بلدان المنطقة التي لها علاقات وثيقة مع حزب الله أن تشجع على تحول هذه الجماعة المسلحة إلى حزب سياسي صرف، وعلى نزع سلاحها". وحذر من مشاركة مواطنين لبنانيين في النزاع الدائر في سوريا، وقال إن ذلك "يشكل خرقا لسياسة النأي بالنفس، ويمثل أخطارا كبيرة على استقرار لبنان وسيادته".
واعتبرت أوساط سياسية لبنانية مطلعة أن ما أعلنه نصرالله والمتعلق بتسليم مواقع حزب الله على الحدود اللبنانية السورية إلى الدولة اللبنانية، يمثل تبدلا في مهام حزب الله في الحرب السورية وإعادة تموضع لقوات الحزب داخل سوريا.
ورأت هذه الأوساط أن هدف الحزب عند تدخله كان حماية النظام السوري من السقوط، وبالتالي الحرص على عدم خسارة الحزب لتواصله الجغرافي ما بين لبنان وإيران. إلا أن مهام الحزب الحالية والمقبلة ستتمحور حول حماية النفوذ الإيراني في سوريا والذي تستهدفه السياسة الأميركية الجديدة.
وتذكّر هذه الأوساط بالانتقادات التي وجهها الحزب ضد الأردن متناغما بذلك مع مواقف طهران ودمشق في هذا الصدد، ما يرشحه للعب دور عسكري محتمل في الجبهة الجنوبية لسوريا.
وقال الخبير العسكري اللبناني العميد الركن المتقاعد هشام جابر، إن حديث نصرالله "بحاجة إلى المزيد من التفسير"، لكنه متعلق بالمصالحات التي تمت حول دمشق.
وتساءل العميد المتقاعد ناجي ملاعب "هل يتحضر حزب الله إلى تنفيذ مهام جديدة في جنوب سوريا، أم حانت ساعة تخفيف مهامه في الداخل السوري وبالتالي العودة إلى لبنان؟".
وتؤكد مصادر لبنانية مطلعة لصحيفة "العرب" أن "حزب الله" يعاني من أزمة نتيجة الضغوط التي يتعرض لها من قبل المجتمع الدولي، لا سيما تلك التي تستهدف شبكاته المالية من قبل وزارة الخزينة الأميركية، وأن الشح المالي بدأ يظهر علنيا.
وتعتقد مصادر أميركية أن واشنطن التي تسرّع من إرسال شحنات الأسلحة للجيش اللبناني، تعوّل على مواقف شجاعة صارمة للحكومة اللبنانية ضد تحرك حزب الله خارج خطط الحكومة اللبنانية، لا سيما في مسألة التدخل في سوريا.