أصدرت فاعليات اقتصادية إيرانية بياناً أمس، حذرت فيه من أن انتخاب المنافسين للرئيس حسن روحاني سيزيد المشكلات الاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ويفاقم التفاوت الطبقي في المجتمع الإيراني. أتى ذلك عشية المناظرة التلفزيونية الأخيرة اليوم بين المرشحين الستة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وتركز هذه المناظرة على القضايا الاقتصادية. وساد قلق من حوادث أمنية خلال الانتخابات.
ودعا البيان الذي وقعه 50 اقتصادياً من بينهم معارضون لسياسة روحاني الاقتصادية، الحكومة المقبلة إلى تفادي الأخطاء الاستراتيجية في مجال العدالة الاجتماعية ووضع برنامج لدعم المشاريع الإنتاجية. وأشار إلى أن برامج منافسي روحاني في هذه الانتخابات ستزيد من المشكلات التي خلفتها حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، «ما يفاقم المشكلات الاجتماعية ويؤدي إلى أخطار أمنية

وأشار مراقبون إلى أن مناظرة اليوم تعتبر حاسمة في مساعدة المترددين على اختيار مرشح. ويعتقد متابعون للشأن الانتخابي أن حملات المرشحين، خصوصاً المنتمين إلى التيار الأصولي، أفرزت ثلاث قضايا لفتت اهتمام مرشد «الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي ودفعته إلى التحذير منها. وأبرز هذه القضايا الاستقطاب الذي بدا واضحاً حرص النظام على عدم حصوله، علماً أن اختلاف برامج المرشحين أحدث تباينات، خصوصاً في ما يتعلق بإيجاد حلول للمشكلات الاقتصادية، في حين تجاوز مرشحون «خطوطاً حمراء» بإقحام مؤسسات في الحملة الانتخابية، مثل «الحرس الثوري» ومتطوعي «الباسيج». أما القضية الثالثة والأهم، فهي ما أحدثه الاستقطاب من قلق من تكرار الحوادث الأمنية التي حصلت خلال انتخابات الرئاسة عام 2009، علماً أن معظم العاملين في حملة المرشح الأصولي إبراهيم رئيسي هم من مسؤولي حكومة نجاد ومؤيديها، ما دفع خامنئي إلى التحذير من أن النظام «سيوجه صفعة قوية لأي جهة تحاول العبث بالأمن الداخلي».
وبدأت أمس الحملات لانتخابات المجالس البلدية والتي تجرى بالتزامن مع الاستحقاق الرئاسي. وحرص التياران الأصولي والمحافظ على الترشح في لائحة واحدة، خصوصاً في العاصمة طهران حيث تقدم التيار الأصولي بلائحة «الخدمة» التي يرأسها النائب الحالي مهدي جمران وتضم 21 عضواً وهو عدد مقاعد العاصمة، فيما أعلن التيار الإصلاحي لائحته التي أثارت انتقاداً من جانب أجنحة هذا التيار، لكن مصادر تحدثت عن جهود لتسوية الأمر، كون التيار يسعى إلى الفوز بالمجلس البلدي في طهران ومنصب الرئاسة.
ونقل المعاون الأمني لوزير الداخلية الإيراني حسن ذو الفقاري، أن تعليمات صدرت للمرشحين ومناصريهم بمنع أي مسيرات منظمة في الشوارع أو إقامة مهرجانات انتخابية في الأماكن العامة، فيما سمح بالتجمع في القاعات المغلقة من دون ترخيص.
ودعم «تجمع التدريسيين والباحثين» الإصلاحي في حوزة قم، روحاني باعتباره أفضل المرشحين للرئاسة، داعياً المواطنين إلى المشاركة في هذه الانتخابات والتصويت للرئيس الذي «استطاع أن ينقذ البلاد من العزلة الدولية ويعالج العديد من المشكلات الاقتصادية». واتهم التجمع مرشحي التيار الأصولي بتضخيم المشكلات الاقتصادية التي تواجه البلاد وإلقاء تبعاتها على حكومة روحاني، مشيراً إلى أن عدم المبالاة حيال الانتخابات سيحمّل البلد ضريبة كبيرة يدفعها الشعب في المرحلة اللاحقة». واختلفت نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها جهات قريبة من التيارين، لكن كل النتائج أشارت إلى تقدم روحاني على سائر المرشحين. وتوقع مراقبون ظهور ملامح توجهات الناخبين بشكل أكثر وضوحاً بعد مناظرة اليوم.

 

محمد صالح صدقيان