هروباً من المتشددين الإيرانيين ومن الإصلاحيين الفاشلين في مواجهة عصا حرس الفقيه ومن التجربة الإسلامية الشيعية المستبدة في إيران، يلجأ إيرانيون بطُرق قانونية وغير قانونية وعن طريق تركيا تحديداً إلى دول غربية من بينها بريطانيا العظمى للدراسة والعمل وأول ما يبادرون اليه هو الإلتجاء الى الكنائس بهدف خلع جبّة الإسلام و إرتداء ثوب القداسة المسيحية لا لغرض دنيوي أو لحاجة مهاجر لا يحتاج هناك لشكل أو للون أو لهوية فجميع الأجناس و الألوان و الأديان متساوية في الحقوق والواجبات وإنما عن قناعة بدين دفعهم إليه تجربة دين رجال الدين المسلمين في السلطة وما آلت اليه الثورة الإيرانية من دولة خائفة حتى من نفسها على نظام يُفترض أن لا يكون خائفاً حتى من غيره إذا ما إستمدّ شرعيته من الشعب .
إقرأ أيضا : كيف سيواجه نصر الله الإتهامات الموجهة ضده في إغتيال بدر الدين؟
هذا ليس كلاماً سياسياً موجهاً أو رسالة مرسلة من أحد أعداء إيران إنما هي حقيقة موجهة من قبل من يغار على إيران وقد شاهد وبأمّ عينه وبعد معاينة مباشرة للوجود الإيراني الكثيف في المملكة المتحدة وخاصة من فئة الشباب حالة الكره والبغض لنظام الملالي والتي دفعتهم الى إعتناق دين المسيحية رغبة منهم في التدين المسالم والإنساني وهرباً من وحشية تابعين لدين يقتلون ويسجنون ويعذبون ويُكرهون الناس على القيام بما لا يؤمنون به بإسم الإسلام وحفظ النظام .
طلب مني صاحبي الحريص على الدولة بعد أن نافح عمراً عن الثورة الإيرانية إثارة هذا الموضوع لعلّ من في اليمّامة من يسمع ويهتم ويحرص بمتابعة موضوع نكران إيرانيين لا على قلتهم بل على كثرتهم للإسلام وإنتقالهم من المساجد الى الكنائس نتيجة حكم فيه من السلبية ما فرض عليهم إعادة النظر في إنتمائهم الديني والإنسلاخ من جلودهم التي نالت منها سياط الجلادين حظاً وافراً .
إقرأ أيضا : المناظرة الانتخابية : روحاني يتحدى الحرس الثوري
وهذه الإثارة ليست موجهة فقط للمتشدد والمتمسك بعصاه و إنما للإصلاحي المستفيد من عنوان كونه في سلطة تحكمه ولا يحكمها ولكنها تُطعمه من رزقها " الحلال " لأنه لا معنى لدولة سواء كانت دولة الفقيه كما يجب أن تبقى بعصا المتشددين أو دولة الشعب كما هي وجهة سير الإصلاحيين . مادام الإيرانيون ذاهبون أفواجاً أفواجاً وداخلون في ملّة النصارى وقد أنهكهم حكم الإسلام بتجربته الشيعية وبصيغة ولاية الفقيه .
إقرأ أيضا : إيران: قضية اقتحام السفارة السعودية ذروة المناظرة الاولى
طبعاً سيعترض المستفيدون من إيران الحكم وسيسبون ويشتمون ويتهمون صاحبي وغيره بالعمالة لدولة أجنبية معادية أو يقومون بتكفيره وتخوينه وتهوينه وهكذا سيفعل معهم الببغائيون من جمهور الغفلة إلاّ أن ذلك يسيء أكثر الى إيران ولا يخدمها لأن الصديق هو من ينصح لا من يصفق للخطأ وللأسف قد إبتليت إيران بجيش من المرتزقة ومن الجهلة وهذا ما عطلّ الرؤية عن عينيّها فما عادت تُبصر ولا تريد أن ترى الحقيقة كما هي لا كما تصنعها أجهزة الجهل من حولها .
لقد فتنت الثورة الإيرانية الشعوب العربية والإسلامية وجعلتهم يقومون من رماد الفقر ضدّ الأنظمة والنخب السلطوية المستبدة وكانت صورة الثورة في وجه السيّد الخميني " قده" تعلو جبين كل حرّ وقد جاءت حاجة الدولة القومية لتمسح ما صنعته الثورة من تأثير كبير على الشعوب ولتدخلها في أزمة هوية بعد أن دخلت أو ساعدت على إعطاء الحروب القائمة في المنطقة أبعادها المذهبية .
لا شك بأن في إيران داخل متعب ومنهك نتيجة عوامل عديدة منها ماهو متصل ومتعلق بالإيرانيين أنفسهم وهو متاح في السياسة وفي الإقتصاد وبناء على ذلك ثمّة حاجة ملحة لإعادة النظر في التجربة لتحسين آداء الحكم حتى لا تتسع ثغرات النظام ويصبح من المتعذر إصلاح ما أمكن إصلاحه في ظروف أفضل وهذه مسؤولية المتشدد أولاً كونه يملك رقبة السلطة والإصلاحي كونه يملك الرؤية البديلة إضافة الى المعنيين من مؤمنين بدولة الفقيه أو بالدولة الإيرانية في الداخل والخارج عن طريق مواجهة مشروع الأخطاء وتصحيحها بنقد تجربة الحكم لا بعبادتها ففي ذلك تسديد مباشر لصالح السلطة ودون ذلك سعي كبير وراء خراب البصرة وبسرعة البصر .