ورأى الموقع أنّ في زوايا كثيرة، يبدو عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا مثيل له، ومن الأمثلة على ذلك التغييرات الجديرة بالملاحظة التي أجراها البيت الأبيض في النهج المتبع للرقابة العملية والإستراتيجية العسكرية. فقد اتخذت إدارة ترامب قرارات حول العمليات، الإنتشار، مستوى الوحدات العسكرية، من دون أن تضع مخططًا واضحًا.
وفي الوقت الذي تتحضّر فيه واشنطن لتحرّك جديد في الشرق الأوسط، يبدو أنّ التاريخ سيعيد نفسه. وقد اختبرت المجموعات التي عملت سابقًا في البيت الأبيض الأخطار السياسية والإستراتيجية التي قد تحدث عند عدم الإنتباه للتفاصيل العملية.
عام 1993، ورثت إدارة بيل كلينتون إنتشارًا للقوات الأميركية في الصومال، أكثر من 25 ألف عسكري أميركي كانوا في القرن الافريقي في دعم لمهمة الأمم المتحدة هناك.
ولفت الموقع الى أنّ مجلس الأمن القومي الجديد يركّز على مناطق أخرى في العالم، ويترك إدارة العمليات للبنتاغون.
والعودة الى الصومال، فقد قاوم المواطنون كلّ الفاعلين الأجانب على أرضها، وبالرغم من ذلك لم يرَ مسؤولون في الإدارة الأميركية ضرورة لمراجعة السياسة الأميركية، والسياسة التي بدت أنّها مهمة عسكرية مباشرة تحوّلت فجأة بعد أيام الى فوضى إستراتيجية وسياسية، ما يعني أنّهم وقعوا في خطأ فادح ينوون تكراره في سوريا.
وسأل الموقع: "هل يعود فريق ترامب الى حقبة مقديشو الآن؟". ويقول: "في سوريا، القوات الأميركية بطريقها لتنفيذ مهمة من دون استراتيجية، وتتم متابعة المسؤوليات بشكلٍ يومي لرصد التطورات. وبالرغم من أنّ الحكومة السورية استخدمت الأسلحة الكيماويّة، والرد الأميركي؛ لا يزال الرئيس السوري بشار الأسد يستخدم أسلحة تستهدف المدنيين". من جهتها، أعربت روسيا عن معارضتها القويّة لأي غارات أو إستهداف أميركي لسورياـ
ما يريد ترامب القيام به هو مخطّط من أجل هزيمة سريعة لتنظيم الدولة الإسلاميّة، لكن هناك تعقيدات في هذا المخطّط ضد "داعش" ومنعه من التوسّع، وإضافةً الى ذلك، فقد قامت تركيا بمعارضة أي دعم أميركي أكان سياسيًا أو عسكريًا للأكراد في شمال سوريا. فيما أعربت القيادة الأميركية الوسطى عن رفضها للغارات التي تستهدف شركاءها الأكراد، والذين بدورهم دخلوا بصراع مع "داعش".
وأضاف الموقع: "إنّ إيجاد مسار مع تركيا لمعالجة مخاوفها بشأن الأنشطة الكردية في سوريا والعراق المرتبط بحزب العمال الكردستاني سيتطلب الدبلوماسية وغيرها من الأدوات خارج نطاق اختصاص القوات العسكرية الأميركية". ورأى الموقع أنّ اتخاذ خطوات عسكريّة إضافيّة في سوريا، يجب إدراجها في إطار كامل أي ضمن مخطّط يشمل الضغط الديبلوماسي، الإقتصادي وغيرها. وشدّد على أنّ مخاطر عدم التحليل والحسابات غير الدقيقة، حقيقية الآن.
وتابع الموقع: "إن الإعتماد المبالغ به على الأداة العسكرية الأميركية لن يعالج الصراع السوري، وقد يؤدي عدم الانتباه من جانب الإدارة إلى خطر التصعيد العسكري مع روسيا وإيران، مما يعرض القوات الأميركية في سوريا لخطر أكبر".
وبالنظر الى المخاطر، فإنّ هذه القضايا تستحق دراسة أكير من قبل مجلس الأمن القومي الأميركي، خارج سلطة وزارة الدفاع. فمن دون شك فإنّ وزير الدفاع جيمس ماتيس طرح بعض الأسئلة وأثار إشكاليات، لكن لا يُمكن لوزير الدفاع القيام ومعالجة الكثير من الأمور السياسية والعسكرية، بغياب إستراتيجية أميركية واسعة أو التخطيط الواضح لمستقبل سوريا.
والجدير ذكره أنّ الرئيس السابق باراك أوباما كان قد انتقد هكذا استراتيجيّة رآها ضعيفة، والآن تعود نفس العناصر التي أدّت الى الدمار في الصومال إلى السيناريو السوري.
وأكّد الموقع أنّ الرهانات في سوريا خطيرة وعالية جدًا، خصوصًا بعد الفشل في الصومال، ما قد يؤدّي الى نتائج وعواقب وخيمة.
(THE HILL) لبنان 24