يلقي أمين عام حزب الله اللبناني، حسن نصرالله، كلمة غدا الخميس، ربما يحذر فيها إسرائيل ودول مناورات "الأسد المتاهب" من مغبة مهاجمة لبنان وجنوب سوريا، ويعلن جهوزية قواته للرد.
وبمناسبة الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري لحزب الله مصطفى أمين بدر الدين على الأراضي السورية، ينظم الحزب احتفالاً يتحدث فيه السيد حسن نصر الله،عند الساعة الخامسة من عصر الخميس 11 أيار ، في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتوقع مراقبون لبنانيون إضافة لكبرى الصحف اللبنانية، أن يوجه زعيم حزب الله تحذيرا للدول المشتركة في "مناورة الأسد" المتأهب في الأردن بنسختها السادسة، من مغبة أي هجوم لوحداتها في الجنوب السوري، إذ أن الحشود العسكرية الخاصة بالمناورة تتواجد على مقربة من الحدود، وقد تستغل تواجد "داعش" في أكثر من نقطة حدودية بين سوريا والأردن.
وذهبت الصحف والمواقع الإعلامية اللبنانية لتوقع، أن يعلن نصرالله أن مسلحيه بالمرصاد لأي هجوم إسرائيلي على جنوب لبنان، بعدما نظم الحزب مؤخرا جولة إعلامية على مقاطع من الخطوط الأمامية للحدود مع فلسطين ليتيح للرأي العام فرصة معاينة التغييرات التي يحدثها الجيش الإسرائيلي على طوبوغرافيا المنطقة خشية من هجوم بري للمقاومة في الحرب المقبلة.
ويقولون، إن إسرائيل بعد اجتماع رئيس حكومتها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل نحو أسبوعين، تعتبر أن حزب الله محاصر دولياً، وهناك مساع لتقويض النفوذ الإيراني في المنطقة، مستغلة انصراف غالبية الدول العربية عنه وتوجيه انتقادات كثيرة له منذ دخوله الحرب السورية.
ويضيف المتابعون :تعتقد تل أبيب أن لدى مختلف الأطراف والدول العربية والرأي العام العربي رغبة بتوجيه ضربة إلى حزب الله، لتشكل تغييرا في الموازين.
ويقول شهود عيان، إن حزب الله اتخذ العديد من الاجراءات الميدانية في الجنوب تأهباً للتصدي لأي ضربة ممكنة. أما في المعطيات العسكرية فبالنسبة إلى حزب الله، لن تلجأ إسرائيل إلى شنّ هذه الضربة حالياً لأنها غير قادرة على حسم النتيجة لمصلحتها، وهي تعلم أن الحزب غالباً ما كان يخفي مفاجآت في المعارك التي خاضها ضدها.
ويقول مسؤول عسكري لبناني كبير رفض ذكر اسمه، إن إسرائيل تستعد لهذا، ولكنها تحتاج إلى حدث غير عادي، أو تغيّر كبير في السياسة الدولية.
ويضيف، تهدف الضربة إلى كسر الحزب عسكرياً، وفرض شروط سياسية مغايرة عليه وعلى إيران.
وكان الكاتب الإسرائيلي في موقع "أن آر جي" يائير كراوس قد نقل عن محافل أمنية إسرائيلية، تأكيدها أن إيران قد تدفع حزب الله لمهاجمتها، في رسالة منها إلى الرئيس الأمريكي ترامب، خاصة عقب اللقاء الحميم الذي جمعه مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
وقال الجنرال رافي نيفي مساعد قائد المنطقة الشمالية السابق في الجيش الإسرائيلي، إن الإستراتيجية المتبعة بالجيش الإسرائيلي تقتضي الرد على أي إطلاق نار من أي منطقة باتجاه إسرائيل، لكن الجيش أبدى ضبطا للنفس حين أطلقت النار قبل أيام من الجانب السوري من الجولان، رغبة منه بعدم إشعال المنطقة خلال لقاء نتنياهو ترامب، متوقعا تكرار مثل هذه الحوادث الأمنية في الأيام القادمة من الجولان ولبنان.
لكن الجنرال آيال بن روؤبين المساعد السابق الآخر لقائد المنطقة الشمالية، وعضو الكنيست الحالي عن المعسكر الصهيوني، قال إن إسرائيل تحيا في ظل مرحلة "الكل فيها يختبر الكل"، فصحيح أن الإيرانيين لا يريدون الدخول في مواجهات عسكرية مفتوحة، لكنهم لن يمتنعوا عن القيام بعملية جس نبض للرئيس ترمب، في ظل رغبة إيران بإيجاد ميزان ردع متبادل، بإرسال رسائل له أن لديها وسائل كفيلة بتسخين بعض جبهات المنطقة.