يفتقد حزب الله وجمهوره هذه الأيام إلى حليفه " المقاوم "، النائب ميشال عون المرشح لرئاسة الجمهورية والذي وقف إلى جانبه في جميع المراحل من حرب 2006 وحتى بحربه إلى جانب بشار الأسد ضد الشعب السوري، هذا الميشال عون الطامح للوصول إلى سدة بعبدا شكل يومئذ الغطاء المطلوب لبنانيًا لمغامرات الحزب بهدف تحقيق طموحه.
كان الجميع يعرف بأن مواقف ميشال عون يومها لم تكن لا عن قناعة ولا هي تعكس حقيقة ما يؤمن به، فما هي إلا براغماتية على الطريقة اللبنانية من أجل الوصول إلى مآرب خاصة عبر رافعة إسمها يومذاك " المقاومة " رأى فيها ميشال عون سلمًا يكمنه تسلقه للوصول.
إقرأ أيضًا: سيزار ابي خليل،،، وزير أو قرصان ؟؟
هذه الحقيقة التي يعرفها أصغر لبناني، لم تكن غائبة هي الأخرى عن ذهن صاحب القرار داخل حزب الله، إلا أن التعنت والشخصانية وتأليه الذات، جعلت من التمسك بالمرشح ميشال عون أقرب إلى المسألة الشخصية تمامًا كالوعد الذي قطع لأم الأسير سمير القنطار وكلف لبنان ما كلف فقط من أجل إثبات صدقية صاحب الوعد، وكذلك هي الحال مع بشار الأسد والوعد بحمايته والحفاظ عليه مهما كان الثمن!
هذه السذاجة بمقاربة الشأن العام عبر الخلط بين الوعود الشخصية التي يعتبر الوفاء بها منقبة عظيمة، وبين وعود تتعلق بمصالح الناس ومستقبلها ومستقبل الأوطان والتي لا مندوحة حينها لمراعاة الوعود الشخصية إلا بمقدار ما تحقق المصالح الكبرى وإلا يكون قطع العهود حينئذ محل إشكال فضلًا عن الوفاء بها.
لا شك أن النائب ميشال عون إستغل هذه السذاجة حتى وصل إلى ما يصبو إليه، وهو الآن فخامة الرئيس ويتصرف من خلال موقعه الجديد ويسعى كما هو الحال إلى إستغلال أي ظروف مستجدة كما هو ديدنه السابق من أجل تحقيق أحلام أخرى بدون الإلتفات إلى معايير غير موجودة إلا في مخيلة من أوصله.
إقرأ أيضًا: ورقة معراب في مهب رياح اصلاح الاصلاح
وعليه، فإذا كان من المسلّم به أن تسونامي ترامبي قادم على المنطقة بدأت ارهاصاته الواضحة في سوريا والعراق بحيث كانت صواريخ التوماهوك على الشعيرات بمثابة رسل القوم إلى من يعنيه الأمر، وما الحشود العسكرية على الحدود مع الأردن إلا موجة أخرى من هذا التسونامي القادم، فمن الطبيعي جدًا أن فخامة الرئيس ميشال عون الخبير بركوب الأمواج ، بأن يقفز هو وفريقه إلى موجة دونالد ترامب هذه المرة، تاركًا حزب الله ومقاومته وجمهوره على الشاطىء بانتظار الاصطدام الكبير، ولن تجدي حينها عبارة الأمين العام " لو كنت أعلم " بالخصوص أن همسات داخل بيئة حزب الله تصرخ اليوم بصمت: كنا نعلم ,, وكان الأستاذ نبيه بري يعلم.