"الشب لحبسوا كرمالي مظلوم حبسوا لأنوا عم يساعدني"، هذا ما قالته خديجة الأسعد (78 عامًا) عند خروجها من سجن بعبدا للنساء بعد خمسة أيّام قضتها خلف القضبان بسبب "خيمة‘" لأولادها على سطح منزلها في الدوير.
مضى أسبوع على خروج الحاجة خديجة من السجن، ولا يزال الرقيب " أحمد غندور "، مسجونًا بتهمة "مخالفة الأداء الوظيفي"، والسبب مساعدته لخديجة عبر قيامه بإدخال الدواء لها لأنها مصابة بداء السرطان، ومساعدتها للوصول إلى المرحاض الذي يبعد عن السجن بعد عجزها عن المشي لكبر سنها.
إقرأ أيضًا: قضية خديجة أسعد وانتصار القضاء اللبناني
وتمت معاقبة الرقيب " أحمد غندور " بالسجن بتهمة تركه محرسه أثناء مساعدته خديجة، ما أدى إلى دخول مصور قناة الجديد للمخفر وتصويره " الحاجة " خلسةً وهو يعد مخالفًا للقانون.
وهنا لابد الإشارة أن الوسائل الإعلامية لاسيما قناة الجديد التي أنصفت الحاجة خديجة عليها تحمل المسؤولية الكبرى أيضاً لمساعدة أحمد بأن يكون العنوان الأول بنشراتها، ومناشدة أصحاب القرار بإطلاق سراحه فورًا وعدم المساس برتبته.
إقرأ أيضًا: خديجة اسعد ارهابية وتهمتها .. الفقر في بلد لا قانون فيه يحمي المسنين
"الرقيب أحمد غندور اليوم مش بس مسجون"، أحمد مهدد بوضع نقطة سوداء على مَلَفّـه العسكري، نقطة سوداء ممكن أن تحرمه من ترقية، ممكن أن تحرمه من تحسين مستوى حياته المعيشي، نقطة سوف تجعله يندم أنه قام بمثل هذه المساعدة الإنسانية التي تربى عليها على حساب تعليمات القانون.
لا أريد الحديث عن الفساد في وطني، ولكن عتبي الوحيد على من تدخل لإخراج الحاجة خديجة من زنزانتها وأداروا ظهورهم لمن سُجن ظلمًا بسبب إنسانيته.