جدد الرئيس اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح، الثلاثاء، طلبه من السعودية حوارا من أجل التوافق على رئيس جديد بدلا من عبد ربه منصور هادي، كما طالب أتباعه بالصبر على استفزازات الحوثيين. جاء ذلك خلال خطاب ألقاه صالح أمام قيادة القطاع النسوي لجناحه بحزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء، التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون المتحالف معهم.
ودعا المخلوع صالح العاهل السعودي، سلمان بن عبد العزيز، لـ"حوار ندي" في أي مكان، حتى في أراضيها، وليس مع سلفه الرئيس هادي؛ لكون القرار بيد الأول وولي عهده وولي ولي العهد. وتابع حديثه: نطالب الملك سلمان بالحوار مع الشعب اليمني، لكن بعد رفع الحصار، ووقف الطلعات الجوية، وإدخال المساعدات، في الوقت الذي دعاه للتفاوض من أجل التوافق على رئيس جديد بدلا من هادي.
ووصف صالح الرئيس هادي بـ"المخلوع"، وقال: هم يقولون أني "مخلوع".. هو المخلوع وليس أنا. ورفض الحوار مع الحكومة الشرعية، قائلا: نحن لا نفاوضكم، لا عن طريق إسماعيل ولد الشيخ (المبعوث الأممي)، ولا عن طريق الأمم المتحدة، والذي يتزامن مع الحديث عن تحركات للمبعوث الخاص باليمن؛ لإحياء محادثات السلام المتعثرة منذ العام الماضي.
ولم ينس علي صالح الزج بـ"الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل" في الحرب الدائرة في البلاد، التي تقودها المملكة العربية السعودية. واعتبر ما جرى في مدينة عدن (جنوبا) بـ"المسرحية من أجل الانفصال، التي قال إن الشعب اليمني ليس غبيا... واحد يقيلوه وآخر يعينوه". وأشار إلى إنه كرئيس حزب معارض، أي حزب المؤتمر، على استعداد للتحالف مع إيران إذا مدت يدها من أجل بلده. مشددا أنه لا وجود لأي علاقات سياسية أو اقتصادية مع الإيرانيين.
لكنه في المقابل أكد أن هناك تعاطفا إيرانيا مع الشعب اليمني. معبرا عن شكره لهذا الموقف من قبل الإيرانيين. ولفت إلى أن الصواريخ التي يمتلكونها هي "يمنية ــ روسية"، صنعها وطورها يمنيون. نافيا أن تكون طهران زودتهم بصواريخ.
وهذا بخلاف تقارير دولية صادرة عن الأمم المتحدة اتهمت إيران بالتورط في تزويد حلفائها في جماعة الحوثي باليمن بأسلحة نوعية، عن طريق جسور التهريب الممتدة على طول الشريط الساحلي القريب من دول القرن الأفريقي. ودعا المخلوع صالح أنصاره إلى تحمل الاستفزازات والكلام غير المسؤول من أناس غير مسؤولين يتكلمون دون أن يكون لديهم وعي بالضرر والتأثير الذي سيلحق بوحدة الصف في مواجهة العدوان، أي التدخل العسكري الذي تقوده السعودية منذ أكثر من عامين.
وذكر أن جماعة "أنصار الله" هي القيادة السياسية الشرعية التي استلمت المؤسسات من هادي، وهي المسؤولة عن إدارة شؤون البلاد. مؤكدا على شراكته معهم ضد ما أسماه "العدوان". وهاجم علي عبدالله صالح حزب الإصلاح، الذي قال إنه "استبعد نفسه من الإخوان المسلمين"، وأضاف أن "ضرر الحزب أكثر من نفعه على الوطن"، متهما إياهم بأنهم "دعاة سلطة.. وأن ثورة 11 من فبراير في عام 2011 هم من قاموا بها".