أظهر أحدث استطلاع للرأي في إيران أن 64 في المئة من الناخبين البالغ عددهم حوالى 56 مليوناً، يعتزمون المشاركة في الانتخابات الرئاسية في 19 الشهر الجاري. وبينت نتيجة الاستطلاع الذي أجرته وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية وشارك فيه 51 في المئة من الرجال و48 في المئة من النساء، أن نسبة الإصلاحيين في هذا الاستطلاع بلغت 29.6 في المئة، فيما بلغت نسبة الأصوليين 23.4 في المئة، وشكل المعتدلون 18.3 في المئة، في مقابل 18.3 في المئة للمستقلين.
وأكد 50 في المئة أنهم يتخذون قرارهم بمفردهم، فيما يتأثر 16.4 في المئة بمحيطهم العائلي و12.8 في المئة بعلماء الدين، ويتبع 12.8 في المئة أحزاباً وتيارات سياسية. وأشار الاستطلاع إلى تفوق الرئيس حسن روحاني بنسبة تصل إلی 60 في المئة على سائر منافسيه، فيما تقدم المرشح الأصولي ابراهيم رئيسي قياساً بنتائج سابقة، لكنه لم يتجاوز عتبة الـ30 في المئة من التأييد.
وقبل عشرة أيام من الانتخابات، بينت نتيجة استطلاع آخر أجراه موقع «تابناك» أن 80 في المئة من الناخبين حسموا أمرهم في التصويت لأحد المرشحين، في مقابل 20 في المئة مترددين.
وانتقد النائب الإصلاحي مصطفی كواكبيان المناظرات التلفزيونية التي لم تتمكن من تقديم برامج المرشحين، بمقدار ما نجحت في توجيه النقد للحكومة وبرامجها، مشيراً إلی أن 96 في المئة من الإيرانيين فقراء ومحرومون وهذا برأيه، لا يعني الحكومة بمقدار ما يعني النظام السياسي الذي لم يستطع رفع مستوی المعيشة خلال العقود الأربعة السابقة.
وأفادت معلومات بأن مجهولين أقدموا علی تمزيق صور روحاني في عدد من المدن الإيرانية من بينها قم وأصفهان ولامرد، في وقت توقع النائب الأصولي السابق أحمد توكلي انسحاب المرشح محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران لمصلحة رئيسي، إلا أن قاليباف نفی ذلك، معتبراً أنه ليس من المعقول أن يدخل الانتخابات لينسحب. لكن مصادر الأصوليين تتحدث عن سعيهم إلى جعل الانتخابات علی مرحلتين ومحاولة عدم حسمها في المرحلة الأولی. وأصدرت جمعية العلماء المجاهدين «روحانيت» بياناً أعلنت فيه دعمها رئيسي، وانضمت بذلك إلی «تجمع التدريسيين» في حوزة قم وحزب «بايدراي» القريب من المرجع المتشدد محمد تقي مصباح يزدي.
ورفض الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد دفاع قاليباف عن سياسته، معتبراً ذلك محاولة لاستمالة مؤيديه وكسب أصواتهم، مشيراً إلی أنه لا يحتاج إلی مديح أحد، مصنفاً قاليباف من ضمن الأعداء.
على صعيد آخر، أكد مصدر في الخارجية الإيرانية أمس، أن الحكومة التركية أبلغت طهران مسبقاً عزمها على إنشاء جدار عازل في قسم من الحدود المشتركة لمنع تنقل عناصر «حزب الحياة الجديدة» الكردي التابع لـ «العمال الكردستاني».
ولفت المصدر إلى أن إيران تتفهم النيات التركية لزيادة حجم التدابير الأمنية، ومنها إنشاء الجدار العازل علی الحدود المشتركة، وذلك في معرض تأكيده تقارير نقلت معلومات في هذا الشأن عن مسؤول تركي.
ولا تعارض إيران إنشاء هذا الجدار، لأنه يحد من تهريب البضائع من تركيا، إضافة إلی أنه يعرقل عبور المسلحين الأكراد الذين سبق أن حذرت طهران سلطات أربيل من السماح لهم بالحركة في الجزء الواقع تحت سيطرتها من المثلث الحدودي بين إيران وتركيا والعراق.
محمد صالح صدقيان