تناول الكاتب الأوكراني ياروسلاف تروفيموف في تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية العلاقات العربية-الإسرائيلية، مركزاً على بروز تل أبيب حليفة لعدد من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، قبل أيام من توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض وتل أبيب والفاتيكان
 

في تقريره، لفت الكاتب إلى أنّ الخطاب المعادي لإسرائيل بدأ يتبدّل في العالم العربي، موضحاً أنّ وزير العدل السعودي السابق والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد بن عبد الكريم العيسى تحدّث مؤخراً عن التعايش بين المسلمين واليهود، إذ ذكّر بأنّ جار النبي محمد كان يهودياً وأنّ النبي عاده عندما كان مريضاً معتبراً أنّ المتشددين لا يرغبون في معرفة ذلك.

بناء عليه، رأى تروفيموف أنّ النبرة الجديدة هذه إزاء اليهود وإسرائيل- بدرجة أقل- باتت مسموعة في دول الخليج على وجه التحديد، مشيراً إلى أنّ هذه المملكات السنية، التي تعتبر أنّ إيران الشيعية والفارسية تشكّل التهديد الأكبر لمصالحها ترى في إسرائيل، عدوة طهران وحلفائها الإقليميين وبينهم "حزب الله"، حليفتها بحكم الأمر الواقع.

في هذا الصدد، أوضح تروفيموف أنّ هذه الشراكة "غير التقليدية" ازدادت قوة مع صعود نجم وزير الدفاع وولي ولي العهد السعودي ومهندس حرب اليمن الأمير محمد بن سلمان الذي يريد الرد بشكل أعنف على إيران، مضيفاً أنّها اكتسبت زخماً جديداً مع انتخاب دونالد ترامب رئيساً، المرشح المفضل لتل أبيب ودول الخليج.

وبعدما ذكّر الكاتب بتأكيد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العربي في اليمن، اللواء أحمد عسيري بأنّ عدواً واحداً يهدد السعودية وإسرائيل وأنّ الاثنين حليفان مقربان من الولايات المتحدة، كشف أنّ حركة "حماس" حذفت "عبارات معادية لليهود" من ميثاقها الجديد، إذعاناً لضغوط مارستها عليها الدول الخليجية ولا سيّما قطر.

توازياً، اعتبر تروفيموف أنّ دول الخليج مسؤولة عن قولبة الآراء في العالم العربي، نظراً إلى أنّ السعودية وقطر والإمارات تملك أغلبية محطات التلفزة والصحف، ناقلاً عن رجل الأعمال والمحلل السياسي السعودي أحمد الإبراهيم: "لم نعد نسمع على شاشات التلفزة العبارة التقليدية "العدوان الإسرائيلي"، بل بتنا نسمع في أغلبية الأحيان عبارة "العدوان الفارسي".

إلى ذلك، أعاد الكاتب سبب بقاء أغلبية التعاون الذي جرى مؤخراً بين دول الخليج وإسرائيل وتركّز على المجالين الاستخباراتي والأمني سراً إلى مشاعر التعاطف مع القضية الفلسطينية ورفض إسرائيل المنتشرة في المنطقة ودول الخليج، مستدركاً بأنّ بعضاً من هذه الخطوات الصغيرة خرج إلى العلن، ومنها زيارة غير رسمية أجراها وفد سعودي بقيادة لواء متقاعد السنة الفائتة إلى إسرائيل حيث التقى بمسؤولين إسرائيليين.

في السياق نفسه، ذكّر تروفيموف بسماح الإمارات لبعثة إسرائيلية صغيرة بزيارة مقر وكالة الطاقة المتجددة التابعة للأمم المتحدة في أبو ظبي، كاشفاً أنّ مسؤولين إماراتيين يدرسون إمكانية مشاركة إسرائيل على نطاق ضيّق في معرض إكسبو الدولي في دبي في العام 2020.

ختاماً، خلص الكاتب إلى أنّ السعودية ترد على المزاعم بأنّها تهدّد الفلسطينيين، إذ نقل عن الإبراهيم قوله: "لطالما أرادت السعودية دعم القضية الفلسطينية، ففاوضت ودفعت مبالغ طائلة بالنيابة عن الفلسطينيين. لكن، للأسف، لا يريد القادة الفلسطينيون الاتفاق في ما بينهم ولا يعملون لمصلحة شعبهم. فلا يمكن لأحد رفض كل ما يعرض عليه".

 

 

( "لبنان 24" - WSJ)