أعلن إمام أهل السنة الأحناف في محافظة سيستان بلوشستان شرق إيران عن دعمه للرئيس روحاني في الإنتخابات الرئاسية التي ستجري في 19 من الشهر الجاري لولاية ثانية، وأضاف مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي الذي يمثل الرمز الديني لطائفة السنة في إيران بأن أصوات أهل السنة في إيران تصل إلى 6.5 مليون صوتًا معربًا عن أمله بأن هذا العدد يضاف إلى الجمهور الواسع الذي يتمتع روحاني بدعمه للفوز مباشرة في المرحلة الأولى من الإنتخابات.
ولم يكتف مولوي عبد الحميد بإعلان دعم أهل السنة، بل طالب إخوانه الشيعة إلى التصويت لصالح روحاني.
إقرأ أيضًا: المناظرة الانتخابية : روحاني يتحدى الحرس الثوري
تأتي أهمية دعم أهل السنة لروحاني من أن أغلبيته في الإنتخابات الرئاسية السابقة كانت هشة وأثبتت نتائج الإنتخابات بأن روحاني مدين لأهل السنة حيث أن أصواته في المحافظات التي يشكل أهل السنة أغلبية سكانها أكثر منها في المحافظات الأخرى.
يذكر بأن المرشح الرئاسي ابراهيم رئيسي بذل جهودًا مستميتة لإستمالة أهل السنة وقابل عددًا من علمائهم لإجتذاب دعم أهل السنة، وألقى خلال تلك اللقاءات كلمات معسولة ومغرية وأكّد على أن لا فرق بين الشيعة والسنة في إيران! ولكن مبادرة عبد الحميد إسماعيل زهي أفشلت تلك الجهود وخلقت حالة من الإحباط في معسكر المرشح المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي الذي عبر عنه منافسه الرئيس روحاني بأنه لم يفعل طيلة 38 عامًا بعد إنتصار الثورة إلا الإعدام أو السجن!
إقرأ أيضًا: سياسي إيراني بارز: لا نريد القضاء على إسرائيل
وطالب زعيم السنة الأبرز في إيران برفع التمييز الوحيد الذي أقره الدستور الإيراني بين الشيعة والسنة بتغيير بند دستوري يشترط كون رئيس الجمهورية من الشيعة، مضيفًا بأن الدستور الإيراني لم يميز بين الطائفتين إلا فيما يتعلق بانتماء المذهبي للمرشحين الرئاسيين.
إلا أن هذا التمييز لم يمنع أهل السنة من المشاركة الواسعة في الإنتخابات وتقرير مصير البلاد السياسي، ويتوقع خبراء بأن أصوات أهل السنة ستشكل جسر الإنتصار للرئيس روحاني الذي أظهر عرفانه الجميل قدر المستطاع تجاه أهل السنة بتعيينات إدارية لهم وأشار روحاني خلال أيام ماضية عن أن حكومته عينت أشخاص من أهل السنة بمستوى معاون وزير أو سفير أو قائممقام.
إقرأ أيضًا: الإنتخابات الرئاسية الإيرانية ... خاتمي يدعم روحاني
يُعتبر مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي عند الإصلاحيين زعيمًا وطنيًا إصلاحيًا وعمودًا من أعمدة الأمن القومي الإيراني وأثبت مولوي وطنيته بمشاركته في جميع القضايا الوطنية ومنها الإنتخابات، ويكفي دليلًا على وطنيته بأن جماعة داعش الإرهابية هددته بالقتل قبل شهر عقوبة على ما إعتبرته الخيانة لأهل السنة.
إن عدد ناخبي أهل السنة حاسم في الإنتخابات الرئاسية المقبلة حيث أن روحاني يملك 40 في المائة من الأصوات في المحافظات الشيعية على أقل التقادير، ولو تضاف هذه النسبة إلى النسبة الساحقة 80 أو 85 في المحافظات السنية سيفوز في المرحلة الأولى من تلك الإنتخابات التي ستشكل منعطفًا في تاريخ إيران المعاصرة.