رأى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي أن في "الجولة الاعلامية لحزب الله في جنوب لبنان تعبير عن جاهزية كاملة للمقاومة في لبنان، لا سيما أنّ الإسرائيلي قرأها أنها ردّ على التهديدات وردّ على العقوبات التي يهدّد بها والأميركي معاً للنيل من صمود لبنان وتماسكه وتماسك مقاومته"، مشيرا الى أن "الجولة أيضا تعبير عن رسائل للعالم كله أنّ هذه المقاومة التي لها حضور وفعالية في مواجهة الإرهاب داخل سوريا هي في مواجهة الإرهاب الإسرائيلي المشغل للإرهاب الآخر التكفيري، هي بالجاهزية نفسها وتملك القوة في المكانين معاً خاصة أنها محاطة بحاضنة شعبية وصحو كامل".
وشدد عبد الكريم علي في حديث صحفي على أن "الجانب الإسرائيلي هو مَن ينتهك القرار 1701، لكن للأسف هناك مَن يُغمض عينيه عن انتهاكاته ويُسمّي سلوك المقاومة الطبيعي ضمن أرض ذات سيادة ودولة ذات سيادة على أرضها بأنه خرق، بيْد أنّ الزيارة طبيعية داخل الأراضي اللبنانية، لكنها تحمل هذه الرسالة التي فهمها الإسرائيلي والأميركي ومَن رهن نفسه لخدمة هذين المشروعين أيضاً"، مؤكدا أن "الكلام الطائفي لا يشبه سوريا التي ستبقى صورة للعيش المشترك والوحدة الوطنية".
واعتبر أن "لبنان مثلاً بحاجة لتكون المواطنة هي العنوان فيه، لأنّ المواطنة تحميه وتحمي المقاومة وتردع إسرائيل صاحبة المصلحة الكبرى في تفكيك المنطقة على أسس مذهبية وطائفية"، مشددا على أن "سوريا تتفاءل بمناعة المقاومة وجهوزيتها وبالحسّ الوطني لدى نسبة كبيرة من اللبنانيين. وتتفاءل بدور رئيس الجمهورية ميشال عون بتكريس معنى المواطنة ودور لبنان الذي يفخر بالمقاومة".
وأكد عبد الكريم على أن "هناك قوى وطنية غيورة وفاعلة يتقدّمها حزب الله، تتمسك بنظام النسبية وبالوطنية والمعيار الوطني الواحد"، مشيرا الى أنه سمع من الرئيس عون مراراً قبل وصوله إلى سدة الرئاسة وبعد وصوله أنه متمسك بالسيادة والوطنية وبمعنى العروبة والعلاقة العميقة السورية – اللبنانية. "فهو يتابع ما يجري على الجبهات في مواجهة الإرهاب ويعتبر أنّ انتصار سوريا هو قوة للبنان وقوة للمنطقة"، مشيداً بما قاله الرئيس عون في قمة عمّان حيث كان صوتاً نافراً ومغايراً للأصوات الأخرى.
وعن عدم زيارة الرئي سعون لسوريا حتى الساعة، ذكر أن "الموفد الرئاسي السوري أول مَن هنأ الرئيس وأنّ اتصالاً حصل بين الرئيسين بشار الأسد وعون. وقد تكون هناك اتصالات غير مطلع عليها، لا أدري، لكنني على إدراك ومعرفة بعمق العلاقة والاحترام وحرص القيادتين على نجاح كلتيهما"، مشددا على "أننا نحرص على العلاقة الأخوية مع لبنان ونتحاشى الحديث عن أية نقطة قد تشكل عنصر تأزيم في العلاقة بين البلدين، صحيح أنّ هناك انقساماً في لبنان تجاه ما يجري في سوريا، لكن حتى الذين يطلقون أصواتاً مغايرة لمآرب وحسابات، يعلمون أنّ محاربة سوريا للإرهاب مصلحة للبنان كما هي مصلحة لسوريا، فليس كل ما يُصرّح به البعض هو الموقف الحقيقي الضمني الذي يقوله لنفسه".
وعن آفاق العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ، يقول علي عبد الكريم: "نحن مع الدولة اللبنانية إذا راجعت نفسها وصوّبت موقفها مع سوريا. لذلك نحن نعوّل على الرئيس عون لتصويب هذه العلاقة من أجل لبنان قبل سوريا، فمن مصلحة البلدين التنسيق بينهما، وليس لبنان أقلّ حاجة لهذا التنسيق من سوريا"، مؤكدا أن "سوريا هي الدولة الأَوْلى في أن تناقش بأزمة النازحين التي هي مشكلة تفوق طاقة لبنان على تحمّلها. يجب تشخيص هذه المشكلة ومعالجتها بين المؤسسات في كلتا الدولتين، فبعض النازحين تمّ استقدامهم وإغراؤهم لغايات لا يجهلها مَن يريد كشف الحقيقة".
ولفت الى أن "هناك قوى أجنبية ضغطت وموّلت واستثمرت في هذا الجانب لا لمصلحة النازحين وإنعاشهم ومساعدتهم"، مشيرا إلى أنّ "الارتباك الحاصل في التعاطي مع هذا الملف يجب أن يخرج منه المعنيون في مراتب المسؤولية كلها. فالخط القريب الذي يوصل إلى الحقيقة ويوفر التعاون المنتج، يكمن في التنسيق بين الدولتين، صحيح أن لا حلول سحرية جاهزة، لكن حتى الحلول غير السحرية هي متيسّرة بين الدولتين"، مشدّداً على أنّ "ملف المسلحين الموجودين في لبنان يناقش عندما يجلس المعنيون إلى طاولة واحدة".
وعلى خط الانتخابات النيابية، أكد أن "الفراغ في المجلس النيابي ليس في مصلحة أحد. وهذا ما يقوله كلّ الغيورين في لبنان. ما سمعته من كلام بعضُه معلن وبعضُه في جلسات خاصة، يؤكد الحرص على إقرار قانون يراعي المعايير الوطنية ويجنّب لبنان المزالق"، متوقفاً عند التحذير الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله من عدم الوصول إلى حافة الهاوية، والتقى معه كلّ الغيورين وعلى رأسهم الرئيس عون".