قالوا رحلتِ فكذّبتهم واحدًا واحدًا...
"أيتها الشهيدة والقصيدة"
هكذا يقول نزار في وصف (بلقيس) المقتولة على تخوم بيروت، فلام العرب، لكن يا حسرتي من ألوم على موتك يا قديسة...
بلقيس ملكة سبأ تذكرها الكون لأنها آمنت، فكيف بمن زرع الإيمان في قلوب أحياءٍ يموتون وعادوا سيرتهم الأولى، كأن شيئًا لم يكن.
إقرأ أيضا : هادي مراد: الشّعر على علاقة وثيقة بالعلاج والطّب النّفسي
قالوا أنك رحلتِ فكذّبتهم واحدًا واحدًا. ها هو كبدُكِ الآن في جسم امرأةٍ سبعينية
أذابها التشمّع فنفختِ فيها من روحك...
سبحانَ من جعل النسيج رحيمًا في فلذة كبدِك فأحيا جسمًا باردًا ميتًا يضنى على مهلٍ...
هي عينُكِ اليمنى الآن تَعرّفَ به طفلٌ في ربيعه السابع على لون الربيع...
إذن اسمعي، سوف يصلّي عليكِ يا سيدتي في الأرض طفلٌ أنعمتِ عليه بالنظر بعد أن كان كل الوجود في عينيه أضغاث حلم...
هي ذا كليتُكِ الآن في القسم الأيمن من فتات رجلٍ ثمانيني
تحرمه الدخول إلى باب مخبر غسيل الكلى،
فينهض رجلًا فارسًا يكتبُ لكِ تسابيحًا مصفّاة
على قدرِ ما خلّصتِ جسده من سموم الجسد...
هو ذا قلبك الذي عشقتِ فيه رجل أحلامك
يحيي نبض أنثى أخرى تنتظر حبيبها خلف شباكِ الحلم.
ما أعظم موتكِ يا امرأة!
إقرأ أيضا : كل الذين أحبّهم رحلوا: شعر هادي مراد
كيف بحق الله ينعونَكِ، وأنا أنظر الى الفقراء والقديسين والمحتاجين والمساكين فأراكِ في فقرهم وعوزهم وزهدهم
وحاجتهم للكبد او للقلب أو للعين أو للروح.
أشهد أننا الأموات
وأنك أنت أنت الحياة.
إقرأ أيضا : كل الجميلات أنت:شعر هادي مراد