بمقدار الصدمة التي أحدثتها جريمة قتل الشابة سارة سليمان فجر أمس الأحد بين كثيرين من اللبنانيين الذين ذاقوا الويلات من السلاح المتفلت الذي يحصد الأرواح البريئة كل يوم، شعر هؤلاء بالمزيد من الحسرة والألم الممزوجين بالإكبار والاحترام لروح هذه الشابة التي انتشرت رسالة سبق أن كتبتها عام 2012 على مواقع التواصل الاجتماعي غير مدركة أنها ستتحقق سريعا للأسف.
رسالة أظهرت كم كانت سارة تتمتع بأخلاق انسانية راقية تريد بصدق وشغف إنقاذ حياة الآخرين.
نعم، تركت سارة وراءها ما يشبه الوصية، طلبت فيها أن يعيش غيرها بأعضاء جسدها بعد موتها.
"تعالوا خذوا من جسدي لكي ينعم الآخرون بحياة أكمل. امنحوا عيني لمن لا يرى في حياته شروق الشمس أو وجه طفل أو حب في عيني امرأة. وهبوا قلبي لمن لم يحظ من قلبه بغير أيام الألم الدائم... أهدوا كليتي الى من يعتمد آلة تساعده على الاستمرار من يوم الى يوم..."، هذه كانت أماني شابة نابضة بالحياة كانت أمامها سنين عديدة تعيشها غير أن قاتلاً مجرماً وبغمضة عين سرق منها حياتها.
لكن ما سيريح روح سارة الطاهرة هو أنها بموتها أنقذت حياة 5 أشخاص، هكذا جعلت سارة من الموت وسيلة للحياة، وبعثت برسالة قوية الى مجتمع يصنع بعض أفراده الموت بدل أن يكونوا دعاة للحياة.
رحم الله سارة.
اليكم رسالة سارة الكاملة: