حزب الله يعتبر سوريا "باب خلفي" لوجوده في لبنان وهذا ما يعرفه الجميع ولا يمكن لومه على هذا التّفكير بسبب أنّه كان له دوراً كبيراً وتأثيراً بارزاً في الأحداث العسكريّة والأمنيّة الّتي تجري في الحرب الدّائرة هناك.
ولكنّ إسرائيل لها دور أيضاً فهي بين الحين وألأخر تقوم بشن غارات عبر طائراتها أو بصواريخ موجّهة وبشكل علني لضرب حزب الله سواء أكانت الضّربة مباشرة على ميليشياته المتواجدة في سوريا أو على ما يعنيه من مصالح كأسلحة وما يشابهها من موارد. وخصوصاً أن حزب الله يمتلك أسلحة مقلقة لإسرائيل بسبب القدرات التي تمتلكها هذه الأسلحة، وخاصّة عندما أعلن حزب الله عن أمتلاكه أسلحة مضادّة للطيران الإسرائيلي وقادرة على أن تلحق الأذى بالطّائرات العسكريّة الإسرائيليّة. ولكن رغم كل هذا إن حزب الله لم يدع إسرائيل لعدم المواجهة العسكريّة المباشرة معه على الأراضي اللبنانيّة، فما السّبب؟
ولهذا السؤال طرحان، فهناك فئة من النّاس تطرح السؤال من جهة القوّة والعنفوان لتأييد الحزب وهناك فئة أخرى تطرحه للتّشكيك بقوّة الحزب في خوض هذه المواجهة وفي نيته أصلاً تجاه هذه الحرب. ولكن في حقيقة الأمر يوجد الكثير من الوقائع والمعطيات الّتي لا تسمح للحزب في استعمال هذه الأسلحة خارج الأراضي اللبنانية وخصوصاً في الدّاخل السّوري. أهمها وجود قوى دولية كبرى مثل روسيا والولايات المتحدّة الأمريكيّة في سوريا رغم أن التّواجد الأمريكي في سوريا قد لا يكون تواجد عسكري و أمني إلا أنه يشكل ضغط بحضوره اللوجستي والسياسي والدبلوماسي، كإثبات على وجودها الفاعل وأنها لم تصبح خارج الصّراع والقضيّة. وخصوصا أن أجندة حزب الله لا تتضمّن أبداً أي حرب مع أي دولة كبرى كالولايات المتحدّة الأمريكيّة. 
وما يمنع حزب الله من الرّد أيضاً هو صورة جيش النّظام السّوري إذا ما ردّ حزب الله على هذه الاعتداءات. فإن ردّ حزب الله على الضّربات الإسرائيليّة في الدّاخل السّوري سيضع الجيش السّوري في وضع محرج وسلسلة إنتقادات وهي أنه لم يعد قادرا على الدّفاع عن أراضيه ومراكزه وأن حزب الله كان السّبب في بقائه من خلال إمداده بالسّلاح والعسكر والمعلومات والقدرات الدفاعيّة.  
ويوجد سبب مهم أيضاً يدفع الحزب للسكوت في وجه هذه الضّربات وهو عدم إظهار أوراقه العسكريّة بإستخدام الرّد العسكري من سوريا وهو أمر يعلم أنه لن يفيده بشيء فيما لو حصلت المعركة في لبنان سيشكّل الأمر شرعيّة لحزب الله أمام المجتمع الدّولي لاستخدام هذا السّلاح وسيشكّل أيضاً عنصر مفاجئة بوجه اسرائيل وهو ما يعوّل عليه حزب الله في حربه القادمة بوجه اسرائيل في لبنان والجنوب.
وهناك أسباب كثيرة أخرى تدفع الحزب الى عدم الرّد على اسرائيل من سوريا منها الاصوات اللبنانية التي ستدعو الحزب الى العودة الى لبنان وعدم استعمال هذه الترسانة العسكريّة في سوريا وفي حرب يقاتل بها عن غيره ولن تعود عليه بالنّفع. وسيكتفي بما خطط له للتدخّل في سوريا ولن يخاطر بالإستراتيجيّات التي وضعها للدّخول في الحرب السوريّة.
أما بالنّسبة للمناطق الآمنة التي ستقام في سوريا فإنها ستخفف الضّغط عن حزب الله بسبب أن إيران وروسيا وتركيا منعت خرق هذه المناطق من اي طائرة حبية أو مدنية حتى الاسرائيليّة والامريكيّة.