يعيش عالمنا اليوم ولا سيما العربي، عصراً متطوراً بامتياز حيث باتت الشعوب منفتحة على بعضها البعض خصوصاً مع التطور التكنولوجي، والاعلام الرقمي، والسينما وغيرها.
ولكن وبالرغم من هذا الانفتاح، لم تزل بعض الشعوب تتحفّظ على الأمور الدينية ويستفزها أي موضوع يطرح في البرامج لا سيّما الأفلام التي تتناول هذه المواضيع.
ومن بين هذه الأفلام لا شكّ بأنّ فيلم "مولانا" الذي شكّل في الآونة الأخيرة جدلاً واسعاً حول الموضوع الذي يتناوله خصوصاً هنا في لبنان، بعد أن تم اجتزاء بعض الدقائق منه بطلب من دار الفتوى باعتبارها أنّها تحرّض على الفتنة بين الطائفتين السنّية والشيعية والتفرقة بين الأديان.
ومن هنا قفد قررت "شركة صباح للإعلام"، لمالكها صادق الصباح، أن تعرض الفيلم مجتزأً في الصالات اللبنانية.
وقد كانت الشركة قد خصّصت الإعلاميين بالعرض في صالات .”Cinema City”
وكان لموقع "ليبانون فايلز" هذا الحديث الخاص مع الصباح الذي أكد أنّ "مولانا" ليس بفيلم ديني لا بل إنّه يتكلّم على رحلة رجل دين يعيش في واقع صعب، مشيراً إلى أنّه وفي ظل المد الإسلامي في العالم العربي، رأت الشركة أنّ هذا الفيلم ينادي بالاعتدال.
وأضاف الصباح أنّ خطوة منع الفيلم لن تبعده عن انتاج المزيد من الأفلام ذات الطابع الديني، متأسفاً لترك قرار الرقابة والمنع بيد رجال الدين في بلادنا، ظانين أنفسهم أنّهم يعملون ويسيرون بالاتجاه الصحيح في حين أنّ الواقع هو غير ذلك، وإلاّ لما وصلنا إلى هذه المرحلة من التطرف في عالمنا العربي.
ومن هنا شدّد صباح على ضرورة إبعاد كل المقامات الدينية وتدخلّها في كل ما يتعلق بالفن والإعلام، وترك الرقابة للدولة التي هي بدورها يحق لها التصنيف العمري فقط، مضيفاً أننا لم نستطع الوصول إلى هذه المرحلة خصوصاً وانّ البلاد غارقة في مشاكل أكبر منها.
وأضاف الصباح انّ وبالرغم من كل هذه الجدليات حول الفيلم، فإنّ من الممكن إيجاده على موقع "يوتيوب" ويمكن لأي أحد مشاهدته، وكذلك على القنوات المشفّرة كما وأنّه سيعرض في الصالات كما ذكرنا سابقاً.
Lebanon Files