إمتداد الفراغ مع الهوية الممتلئة بعبق التاريخ والجغرافيا والمركز الكوني.
تختبر عن قرب طريق النفس الكبيرة للنبي الخاتم صلى الله عليه وسلم الشامخة على هيئة شجرة كون من نور وتمضي مع فروعها الباسقة في الوجود.
عندما تتحرك في صحراء مركز الكون تستنشق بلا شك - ان كانت خلايا وجودك سليمة - نسمات حرية من قيود الدجالين المحيطين بأعناق الرجال والمكممين للأفواه والضاغطين على الصدور.
هناك ينفتح قلبك على نفحات الأحدية وتشرق على روحك شعاعات الأزلية وتطل على بحار الأبدية وتغوص روحك في طبقات الغيب وتشعر وكأنك خلعت قشرة الفناء وكتبت في ديوان الخالدين
فاهنأ ...
إقرأ أيضا : وجيه قانصو في لقاء حواري حول نشوء المذاهب الإسلامية
عندما تصبح الحروف تتلألأ أنوارا
والكلمات تبرق يقينا
واللسان يمتطي حسام الحكمة
يقطع أشواك القلوب الدامية
المعيقة لحركة الحضارة البشرية
فتمشي خلفها ترسم خطا رقيقا إلى جانب ملايين الخطوط الواضحة التي رسمها كبار رجالات تاريخ المنطقة والعالم!
عسى أن تترسم ظلال حوله مع الوقت وتتفتح براعمها في جنبات الأرض وثنايا الوجود حسام يداوي جراحات القلوب يجرحها برفق وأناة ليفتح قنواتها المليئة بالأوساخ والنافثة سموما حولها. تجمد دفق مياهها وتقطع أوصال شرايينها .
تشعر أنك مسؤول في قلب الكون لأن تضع في جراحات الأمة زنجبيل القرآن وعسل السنة وخزامى الصحابة وعطر أهل البيت.
إقرأ أيضا : ماذا بقي من العرب والأندلس في عيون الإسبانيين؟
لعل الشرايين تتفتح من جديد وتبث دماء الكرامة في العروق بدفق ورفق معا.
كي تجعل الدماء والشرايين تتبادل رسائل ود وإنتظام وإلتئام .
بعد طول جفاء وتهيج واضطراب واختلاط.
إنها شرايين جسد كبير مطلوب منه أن يملأ الأرض حضارة وأمانا وإيمانا وعدلا وإنسانية بعدما ملأت خوفا وظلما وقهرا وتوحشا.
إقرأ أيضا : روتانا... تلك الظاهرة الموسيقية التي ستغير حدود المملكة العربية السعودية
إن حركة الإنسان المؤمن في قلب الصحراء أشبه بانفتاح أغصان شجرة طيبة تنبثق من وسع الصحراء وتخد الأرض نحو الآفاق في إتجاهات عديدة تتوسع وتتوسع لتخط من جديد طريق معراج السماء
وتدل الحائرين التائهين عن طريق الحرية الكبرى
فيرسموا نهج الكرامة العظمى.
لأمة بكت من ويلاتها وجراحات قلوبها وألسنتها وعقولها وتفتت أكباد أجسادها ...الأمم!