وأضافت المجلّة: "لقد سُلّط الضوء كثيرًا على جدارة وصلابة البرغوثي الذي ينتمي إلى "فتح" التي تحكُم الضفة الغربية. لكن هناك خشية من أن تكون إسرائيل مستعدّة لتَرك هؤلاء السجناء يضربون عن الطعام، وكنتيجة طبيعية أن تترك البرغوثي وآخرين يموتون في السجن"، معتبرةً أنّ الحكومة الإسرائيلية والبرغوثي يلعبان لعبة خطرة جدًا ويبدو أنّ أي من الطرفين لا يعزم للعودة عن قراره.
وكشفت أنّ الوزراء الإسرائليين، بمن فيهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، يتّبعان سياسة رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت تاتشر، التي رفضت الاعتراف بحق بوبي ساندز (عضو في الجيش الجمهوري الأيرلندي توفي في إضراب عن الطعام خلال حبسه في سجن بريطاني) ورفاقه في "التمتع" بصفة أسرى الحرب والسجناء السياسيين.
والآن يعدّ البرغوثي قائدًا وطنيًا ويطالب بأن يتمتّع السجناء بظروف صحية أفضل والسماح لهم بالتواصل الدائم مع عائلاتهم وغير ذلك من الحقوق الأساسية، لكن على ما يبدو فإنّ الحكومة الإسرائيلية تستند الى حالة ساندز لترك البرغوثي يموت، إذ تعتبر إسرائيل أنّها تخطّت عتبة هامّة مع اغتيالها لقادة "حركة حماس" الشيخ أحمد ياسين (2004) وعبدالعزيز الرنتيسي (2004) في غزّة، وبالطبع ستُواجه تداعيات ونتائج ما قد تفعله.
وذكّرت المجلّة بالإغتيالات الإسرائيلية لقادة من "حزب الله" من ضمنهم عماد مغنية (2008)، نجله جهاد (2015) وكان لافتًا إقرارها بأنّ إسرائيل هي من اغتال مصطفى بدر الدين في سوريا (2016)، ورأت أنّ تل أبيب مستمرة بإظهار إرادتها بالمغامرة والمعاناة من العواقب.
وقالت: "منذ الإنتفاضة الأخيرة (2000 – 2005)، حين قُتل أكثر من ألف إسرائيلي واستشهد حوالى 3000 فلسطيني، تمّ عزل غزة عبر جدار أتاح المجال لإسرائيل بالتمتع بالأمن أكثر". ورأت المجلّة إنّ عدم التوصّل الى حلّ بين الفلسطينيين والإسرئيليين لن يعود بنتائج تؤثّر فقط على الجانبين بل على المجتمع الدولي ككل.
وقالت الصحيفة إنّه بالرغم من تشييد جدار غزة الذي يقي إسرائيل من موجة إنتحاريين ينوون إستهداف مصالحها، إلا أنّ وفاة البرغوثي سوف تثير سلسلة جديدة من الهجمات على القدس وضد المستوطنات في الضفة الغربية.
وختمت المجلّة بالإشارة الى أنّ البرغوثي هو القائد الفلسطيني الوحيد الذي قد يُمكّن من الوصول الى حلّ الدولتين، لكنّ وفاته لن تحدث إنتفاضة كبيرة وعاجلة فحسب، بل سيتمّ دق المسمار الأخيرة في نعش الحلّ. ورأت المجلّة أنّه الوقت المثالي للرئيس الأميركي دونالد ترامب لإثبات مهاراته وإنهاء الأزمة.
(نيوزويك - لبنان 24)