عندما نفكر بالربو، نتصوّر شخصاً يعطس أو يصفّر عند التنفس، وغالباً ما تبدو عليه آثار المرض. ولكن، أهذه هي الحال في كلّ مرّة؟ نحاول دائماً الهرب من الحقيقة المؤلمة للمرض ونتجاهلها، ما يجعل الوضع أسوأ. إلّا أنها ليست نهاية العالم إذا تمّ تشخيص الحالة على أنّها مرض الربو. وقد يثير الدهشة أن نعلم أنّه يمكن التحكّم بهذا المرض والسيطرة عليه. ولكن كيف؟في اليوم العالمي للربو، نحتفل هذه السنة بروحيّة هؤلاء الفائزين، الذين انتصروا في معركتهم ضد المرض وضد المحرّمات التي يضعها المجتمع والمتعلقة به. ويمكن للوعي حوله، وتقبّله، والإلتزام بالعلاج المناسب، أن تجعل المصاب يفوز ضده. اليوم، فلنتعلّم منهم كيف جعلوا هذا الأمر ممكناً من خلال العلاج بالاستنشاق.
هدوء العوارض
إنّ عدم وجود أيّ عارض لا يعني عدم وجود مرض الربو. ويبقى هذا الأمر أكبرَ تحدٍ للتحكّم بهذا المرض، حيث يتوقف المصاب عن تناول الأدوية عند هدوء العوارض. ويعود السبب بشكل رئيسيّ إلى الرغبة في توفير كلفة الأدوية. وللأسف، قد ينتج عن هذا الأمر تدهور في حالة المرض وإزدياد فرص تفاقم العوارض في أيّ وقت، ولكن هذه المرّة مع تأثير مضاعف.
تفاقم العوارض ليلاً
الى ذلك، من المعروف أنّ الربو مرض مزمن يتّسم بحدوث نوبات متكرّرة تراوح بين عسر التنفس والأزيز، وهي تختلف في شدّتها وتواترها من شخص إلى آخر. وقد تظهر عوارضه مرات عدّة في اليوم أو في الأسبوع لدى الأفراد المصابين به، وتصبح أسوأ لدى البعض أثناء مزاولة النشاط البدني أو في الليل.
وأثناء نوبة الربو، تتورّم بطانة أنابيب الشُعب الهوائية، ما يؤدّي إلى تضييق المسالك التنفسية والحدّ من تدفق الهواء إلى داخل الرئتين وخارجها. وكثيراً ما تُسبب هذه العوارض المتكرّرة الأرق والإرهاق أثناء النهار وانخفاض مستويات النشاط والتغيّب عن المدرسة والعمل. وتنخفض نسبياً معدلات الوفيات الناجمة من الربو مقارنةً بأمراض مزمنة أخرى.
نسبة المصابين في لبنان
تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أنّ هناك نحو 235 مليون شخص يعانون حالياً من الربو، وهو من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً بين الأطفال. أمّا في لبنان فسجّلت الإحصاءات 6 في المئة للمصابين الأطفال و6 في المئة للكبار، من الحالات المشخّصة.
وفي هذا الإطار، حاورت "الجمهورية" الإختصاصية في الأمراض التنفسية والحساسية الدكتور ميرنا واكد التي قالت: "كلّ يوم يطلب 10 إلى 15 مريضاً إستشارتي ليس فقط حول المرض بل أيضاً حول التوقف عن تناول الدواء. ونجد أنّ الإلتزام بتناول الأدوية الخاصة بالربو، متدنٍ جدّاً ويميل إلى التداعي بعد أشهر قليلة لدى كلّ من الأولاد والبالغين. وتقدّر نسبة عدم الالتزام بحوالى 70 في المئة.
وأسباب توقف المرضى عن تناول أدويتهم بواسطة أجهزة الاستنشاق هي جرّاء المخاوف غير الضرورية حول تكلفة الأدوية، والآثار الجانبية، والمعتقدات حول أجهزة الاستنشاق، ووصمات العار الإجتماعية".
.
(جنى جبور - الجمهورية)