أيها الشعب لاحظوا ما ذا فعلوا ( المتشددون) من أجل إفشال الاتفاق النووي؟ إنهم كتبوا على الصواريخ "يجب إن يمحى إسرائيل من الوجود" لإفشال الاتفاق النووي. وعند ما فاز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية فرحوا به لأنه كان قد توعّد بتمزيق الاتفاق النووي.
بهذه الكلمات النارية فتح الرئيس روحاني وابلا من التصريحات النارية على منافسيه المحافظين واتهمهم بالتشدد في المجال الأمني والعسكري والعنف في المجال الثقافي والنفاق في المجال الإعلامي. وذلك خلال المناظرة الثانية بين المرشحين الرئاسيين.
إقرا أيضا: إيران: قضية اقتحام السفارة السعودية ذروة المناظرة الاولى
وهكذا لأول مرة بعد مضي أشهر من اختبار الحرس الثوري صاروخا باليستيا يحمل شعار "يجب أن تمحى إسرائيل من الوجود" وجّه روحاني انتقادات شديدة اللهجة للحرس الثوري من دون تسميته. وذلك بعد ما اكّد المرشحان المحافظان قاليباف ورئيسي على أن الاتفاق النووي بالرغم من أنه كان ضروريا عقده إلا أنه لم يتبعه شيء جدير للذكر وأنه لم يعط ثماره كما كان متوقعا.
وفي المقابل ألحّ المرشحان الاصلاحيان روحاني و جهانغيري على أن الاتفاق النووي أعطى ثماره برفع الحظر عن قطاع البترول حيث ارتفع حجم تصدير النفط من 200 ألف برميل في الحكومة السابقة إلى مليونين و500 ألف برميل. مؤكدين على أن جميع العقوبات المترتبة على البرنامج النووي الإيراني تم رفعها بالرغم من جهود بعض الجهات - ويقصد روحاني الحرس الثوري- بذل جهوداً من أجل إرباك الاتفاق النووي ودفع الطرف الآخر إلى خرقه فور إقراره في الأمم المتحدة. واتهم جهانغيري المرشح المحافظ قاليباف بالنفاق وذكّره باللافتات الكبيرة على اتوسترادات طهران تتهم المفاوضين الإيرانيين بالانخداع والخضوع لرغبة الشيطان الأكبر، متسائلا: كيف أصبحتم مؤيدون للاتفاق النووي عشية الانتخابات الرئاسية بينما المواطنون لن ينسوا لافتاتكم على الشوارع ضد الاتفاق النووي!
إقرا أيضا: الإنتخابات الرئاسية الإيرانية ... خاتمي يدعم روحاني
ويبدو أن اعتقال جنود من القوة البحرية الأمريكية من قبل الحرس الثوري أيضاً يعتبره روحاني خطوة من أجل إفشال الاتفاق النووي، وسبقه وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف بأن الحكومة تمكنت وقتها من التحكم في القضية وإدارتها ولكنها لم تتمكن من السيطرة على المقتحمين لمبنى السفارة السعودية ما أدى إلى أضرار سياسية واقتصادية كبيرة.
وبعد ساعة من تهجم الرئيس روحاني على الصواريخ التي تحمل شعار القضاء على إسرائيل سارع رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري بالرد عليه محذرا المرشحين الرئاسيين من مقاربة المواضيع العسكرية وتضليل الرأي العام على حد قوله.
وتمكن المرشحان الاصلاحيان من وضع منافسيهما أمام ثنائيات: ثنائية دعم الاتفاق النووي وتمزيقه، ثنائية الاعتدال والتشدد، ثنائية الانفتاح على العالم والانغلاق، ثنائية الواقعية أو الوعود الخيالية، ثنائية خلق فرص العمل أو توزيع الأموال.
وتشير استطلاعات الرأي العام في مواقع مستقلة ومنها عصر إيران و خبر اونلاين أن 65 من الزوار یعتقدون بأن روحاني كان متفوقا على منافسيه في المناظرة الثانية.