قضية الحاجة خديجة أسعد كتلك القضية . فهل يمكن أن يفكر أحد في لبنان أن يعتقل زوجة أي رئيس حزب أو نائب أو وزير لقضايا أخطر بكثير من قضية الحاجة خديجة أسعد التي هي ليست قضية أساسا وعلى الإطلاق، حيث أنها تصرفت في مالها، والناس مسلطون على أموالهم ؟!!
أتحدثوننا عن العزة والكرامة، وتهتفون هيهات منا الذلة !!
فهل هناك ذلة أكبر من هذه الذلة التي حصلت في الأيام الماضية والتي أذلت مجتمعا بكامله يدعي أنه مجتمع عزيز وتخوضون معركة قانون الإنتخابات اعتقادا منكم أن هذا الشعب سيصوت لكم من جديد وبكل وقاحة .
على كل حال، كما أخبرنا آباؤنا عما فعله بهم زعماء عصرهم من البكوات، حيث كانوا يضحكون عليهم بشعارات كانت وقتها مقدسة عند الناس ويحكمونهم بهذه الشعارات ويسلبون بها أرضهم وعقاراتهم وكراماتهم، بل وأعراضهم، فإننا وأبنائنا سنخبر أحفادنا عما فعله بنا مدعوا العزة والكرامة التي صدعوا بها رؤوسنا بينما جداتنا الجليلات تنام لأيام في السجون وحيدة لمجرد أنها قامت ببناء غرفة بمالها وعلى أرضها، وسنخبرهم أن زعمائنا وفي الوقت الذي كانوا يدينون فيه العدو الإسرائيلي على سجنه للفلسطينيين وهدمه لبيوتهم ويصدعون رؤوسنا بذلك عبر وسائل إعلامهم، فإنهم كانوا هم أنفسهم يفعلون بنا وببيوتنا وعجائزنا ذلك وبإسم القانون، أو كانوا ينظرون متفرجين متخاذلين !!
ألا لعنة الله على الظالمين والساكتين والراضين، ولا سيما من يدعون أنهم أولياء لله من دون الناس، وما هم إلا مرتزقة وعبيد عملاء مأجورون، لا هم لهم سوى إرضاء مشغليهم ولو في غضب الله والصالحين والمستضعفين !!