لا تديري وجهكِ عني
لا تبني قانون المراثي
على سوء ظني ..
ألم تري الأزهار خلفك ذابلة
والعطر جفاه التمني ..
لا تديري وجهكِ عني ..
تخثر الصباح
فوق ندى شفاه الزهور
متوسداً شريان القلب
عسى أن يشرق بنبضه
نور يراوغ التأني ..
يمتطي صهوة
فصولكِ الغزيرة بنار الشوق
عند المساء يكفهر
كنذير شؤم لأربعيني ..
فولادة المطر يا سيدتي
تسجل أساطير العمر
بحب و أرتواء ينتمي
الى أسلاف زقورة ..
كانت ولا تزال تولي وجهها
شطراً للأحجار و الدواوينِ
حلقي كما تشائين ..
أرسمي صورتي
بين تشققات الطين
أكتبي كما تشائين ..
غيري العقل و النقل
بالحبر و المداد الرصين
رقعي ما بجعبتي من البكاءِ
قيديه بسلاسل وحي الأنبياءِ
فالأصل يا سيدتي
أنا من صلصال مكروه
وأنتِ من نورِ ضلعي الأمين ..
لا تديري وجهكِ عني
دعيني أتلذذ بتلك العباراتِ
القوافي خرجت من أريج الليمون عرجاء
ضاحكة تحلق بأجنحة النوارس
تتبرعم بين نهود زهرة برية
لتذوق طعم الرمان ..
وقبلات ثملت فوق
أرصفة الأنتظار
متوسلة برعشة الليل
أن تختزل الرحيل بذكرها
في سرة قصيدتي ..
قبل الخشوع و بعد الأنين
عدنان الريكاني