كشف مصدر مطلع لـ"المدن" عن تلقي "كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة "حماس" قبل نحو شهرين، مبلغاً مالياً قدره 27 مليون دولار أميركي، على هامش "المؤتمر الدولي السادس لدعم الانتفاضة الفلسطينية"، الذي عقد في طهران.
وحسب المصدر، فإن "القسام" تلقت المبلغ بواسطة "حزب الله" اللبناني، نظراً لعدم مشاركة ممثلين عن "حماس" في ذلك المؤتمر، حيث تسلمت إحدى الشخصيات من الحركة المبلغ المذكور من الحزب في العاصمة اللبنانية بيروت.
ويقول المصدر، إن المعلومات المتوفرة لا تشير إلى أن تقارباً حقيقياً قد حصل فعلاً بين إيران و"حماس"، موضحاً أنه لا صحة لزيادة طهران المساعدات المالية للحركة مؤخراً على ضوء ما يُقال عن تحسن في العلاقة بينهما.
ومنذ توتر علاقتها مع القيادة السياسية لـ"حماس" بسبب موقف الحركة الداعم للثورة السورية، حافظت إيران على "شعرة معاوية" مع الحركة، وذلك عبر التواصل مع أقطاب معينة فيها تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران مثل عضو المكتب السياسي في الحركة محمود الزهار وقادة "القسام"، الأمر الذي دفعها إلى الالتزام بمساعدات مالية محدودة لـ"القسام" تقدمها بين الفينة والأخرى عبر "حزب الله"، الذي يتولى دور الوساطة بينهما.
مصادر متطابقة لم تستبعد أن تكون مباحثات قد جرت بين "حماس" وطهران مؤخراً، وذلك في ظل الحديث عن رؤية جديدة لـ"حماس" تقضي بتحسين العلاقة مع إيران، بعد الانتخابات الداخلية للحركة والتي مكنت يحيى السنوار، القادم من "القسام"، من تزعم الحركة في غزة.
لكن رغم شعور إيران بأن العلاقة مع "حماس" في طريقها للتحسن بعد وصول السنوار إلى المكتب السياسي، عاد هذا الشعور ليتبدد بعد إصدار الوثيقة السياسية الجديدة للحركة، إذ تفيد معلومات أن المرشد الإيراني علي خامنئي ليس مرتاحاً لخطوات "حماس" الجديدة، وخاصة ما ورد في وثيقتها حول قبولها بدولة فلسطينية على حدود عام ١٩٦٧.
وأفادت مصادر سياسية مقربة من "حماس"، لـ"المدن"، أن علاقة إيران مع رئيس مكتبها السياسي الحالي خالد مشعل ليست جيدة، وأن الاتصالات منقطعة بين الطرفين منذ نحو سنة ونصف السنة، في مقابل استمرارها مع الزهار وآخرين.
وجاءت تصريحات مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الدولية حسين شيخ الإسلام، التي اعتبر فيها أن ما ترتكبه السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بحق قطاع غزة، إجرامٌ بإيعاز أميركي وإسرائيلي؛ لتطويعه، لتُعطي انطباعاً أن تقارباً فعلياً قد حصل مع "حماس"، لكن الوقائع والمعطيات تظهر أن الموقف الإيراني جاء استرضاءً لـ"كتائب القسام" لا للحركة ككل، الأمر الذي يعني أنه لازال من المبكر الحديث عن أي تحسن في العلاقة الحمساوية الإيرانية.
وبالرغم من تعويل إيران على التشكيلة الجديدة لمكتب "حماس" السياسي والتي ستعلن نهائياً خلال أيام، إلا أنه يرى أن الفيصل في ذلك يكمن في خطاب الحركة في الأيام المقبلة. والسؤال الذي يطرح نفسه ضمن هذه المعطيات، إلى أي مدى ستواصل أقطاب في "حماس" علاقتها بإيران في ظل الوقائع الجديدة في المنطقة، والتي فرضها وصول دونالد ترامب إلى البيت الابيض، خصوصاً وأنه يسعى إلى تعزيز التحالفات مع الدول السنية في المنطقة للجم إيران وتقليص نفوذها، ما يعني أن دولاً عربية ستقف بقوة في وجه أي تيار في "حماس" سيحاول أن يُطور العلاقة مع إيران.
أدهم مناصرة